مما رُوِيَ عَنِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَال‏ فَإِذَا أَجْمَعَ رَأْيُكَ عَلَى الْخُرُوجِ وَ أَرَدْتَهُ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَ اجْمَعْ أَهْلَكَ، ثُمَّ قُمْ إِلَى مُصَلَّاكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأُ فِيهِمَا مَا شِئْتَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهُمَا وَ سَلَّمْتَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَ أَهْلِي، وَ مَالِي وَ وُلْدِي، وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ خَاتِمَةَ عَمَلِي، اللَّهُمَّ احْفَظِ الشَّاهِدَ مِنَّا وَ الْغَائِبَ. اللَّهُمَّ احْفَظْنَا وَ احْفَظْ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي جِوَارِكَ، اللَّهُمَّ لَا تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ، وَ لَا تُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ وَ فَضْلِكَ. وَ تَقُولُ أَيْضاً مَا رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنَّهَ قَالَ: إِذَا عَزَمْتَ عَلَى السَّفَرِ فَتَوَضَّأْ وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، الْأَوَّلَةَ بِالْحَمْدِ وَ سُورَةِ الرَّحْمَنِ، وَ الثَّانِيَةَ بِالْحَمْدِ وَ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ أَوْ تَبَارَكَ، فَإِنْ لَمْ يَتَأَتَّ لَكَ ذَلِكَ فَاقْرَأْ مِنَ السُّوَرِ مَا شِئْتَ حَسَبَ الْعَجَلَةِ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّي بِغَيْرِكَ، وَ لَا رَجَاءٍ يَأْوِي إِلَّا إِلَيْكَ، وَ لَا قُوَّةٍ أَتَّكِلُ عَلَيْهَا، وَ لَا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إِلَيْهَا، إِلَّا طَلَبَ فَضْلِكَ وَ ابْتِغَاءَ رِزْقِكَ، وَ تَعَرُّضاً لِرَحْمَتِكَ، وَ سُكُوناً إِلَى حُسْنِ عِبَادَتِكَ. وَ أَنْتَ يَا إِلَهِي أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِي فِي سَفَرِي هَذَا مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ، وَ لِمَا أَوْقَعْتَ عَلَيَّ فِيهِ قَدَرَكَ وَ مَحْمُودَ بَلَائِكَ، فَأَنْتَ يَا إِلَهِي تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اصْرِفْ عَنِّي فِي سَفَرِي هَذَا كُلَّ مَقْدُورٍ مِنَ الْبَلَاءِ، وَ ادْفَعْ عَنِّي كُلَّ مَحْذُورٍ، وَ أَسْبِلْ عَلَيَّ فِيهِ كَنَفَ عِزِّكَ وَ لُطْفَ عَفْوِكَ وَ رَحْمَتِكَ، وَ حَقِيقَةَ حِفْظِكَ وَ سَعَةَ رِزْقِكَ وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ، وَ افْتَحْ لِي فِيهِ أَبْوَابَ جَمِيعِ فَضْلِكَ وَ عَطَائِكَ وَ إِحْسَانِكَ، وَ أَغْلِقْ عَنِّي أَبْوَابَ الْمَخَاوِفِ كُلَّهَا، وَ جَمِيعَ مَا أَكْرَهُ وَ أَحْذَرُ وَ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ ذُرِّيَّتِي، وَ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ الْأَمْنِ كُلَّهَا، وَ اصْرِفْ عَنِّي الْهَلَعَ وَ الْجَزَعَ. وَ ارْزُقْنِي الصَّبْرَ وَ الْقُوَّةَ وَ الْمَحْمَدَةَ لَكَ، وَ النَّجَاةَ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَ مَقْدُورٍ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَ اجْعَلْ ذَلِكَ خِيَرَةً لِي فِي آخِرَتِي وَ دُنْيَايَ، وَ أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَحْفَظَنِي فِيمَا خَلَّفْتُ وَرَائِي مِنْ أَهْلِي وَ مَالِي وَ مَعِيشَتِي وَ صُنُوفِ حَوَائِجِي. يَا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ يُرْجَى، يَا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ رَبٌّ يُتَّقَى، يَا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ إِلَهٌ يُدْعَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ‏ يَغْشَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُرْشَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ كَاتِبٌ يُدَارَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ تَرْجُمَانٌ يُنَادَى. يَا مَنْ لَا يَزْدَادُ عَلَى كَثْرَةِ السُّؤَالِ إِلَّا كَرَماً وَ جُوداً، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ امْرِي فَرَجاً، وَ ارْزُقْنِي فِي سَفَرِي هَذَا الْأَمْنَ مِنَ الْمَخَاوِفِ كُلِّهَا، وَ الْغَنِيمَةَ وَ الظَّفَرَ بِكُلِّ غَرَضٍ، وَ بَلِّغْنِي جَمِيعَ أَمَلِي وَ مَقْصُودِي. اللَّهُمَّ وَ كُلَّ مَنْ قَضَيْتَ عَلَيَّ بِلِقَائِهِ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَ لِي إِلَيْهِمْ حَاجَةً وَ شُغُلًا، فَسَخِّرْهُ لِي وَ اعْطِفْ بِقَلْبِهِ عَلَيَّ، وَ وَفِّقْهُ لِمَا أُرِيدُهُ وَ أَبْتَغِيهِ وَ آمُلُهُ، وَ احْرُسْهُ عَنْ قَصْدِي وَ الْوُقُوفِ فِي حَاجَتِي، وَ امْنَعْهُ عَنْ ظُلْمِي وَ أَذَايَ، بِرَحْمَتِكَ يَا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثُمَّ اسْجُدْ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ قُلْ: أَشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ، وَ أَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ، وَ امْنَعْنِي مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيَّ بِسُوءٍ أَبَداً، وَ لَا تُغَيِّرْ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ أَبَداً، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.. وَ تَقُولُ أَيْضاً مَا رُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: رَبُّكَ يُقْرِؤُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَرَادَ مِنْ أُمَّتِكَ أَنْ أَحْفَظَهُ فِي سَفَرِهِ وَ أُؤَدِّيَهُ سَالِماً فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ‏، وَ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَتَوَكَّلُ، مُفَوِّضٌ إِلَيْهِ أَمْرِي، وَ مُسْتَعِينٌ بِهِ عَلَى شُئُونِي، مُسْتَزِيدٌ مِنْ فَضْلِهِ، مُبْرِئٌ نَفْسِي مِنْ كُلِّ حَوْلٍ وَ قُوَّةٍ إِلَّا بِهِ، خُرُوجَ فَقِيرٍ خَرَجَ بِفَقْرِهِ إِلَى مَنْ يَسُدُّهُ، وَ خُرُوجَ عَائِلٍ خَرَجَ بِعَيْلَتِهِ إِلَى مَنْ يُغْنِيهِ، وَ خُرُوجَ مَنْ رَبُّهُ أَكْبَرُ يَقِينِهِ وَ أَعْظَمُ رَجَائِهِ، وَ أَفْضَلُ أُمْنِيَّتِهِ. اللَّهُ ثِقَتِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي كُلِّهَا وَ بِهِ أَسْتَعِينُ، وَ لَا شَيْ‏ءَ إِلَّا مَا أَرَادَ، أَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَ الْمَخْرَجِ وَ الْمَدْخَلِ، لَا إِلَهَ الا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ.. فَإِذَا وَضَعْتَ رِجْلَكَ عَلَى بَابِكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ‏، ما شاءَ اللَّهُ، لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ‏. ثُمَّ قُمْ عَلَى الْبَابِ فَاقْرَأْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَمَامَكَ وَ عَنْ يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَ احْفَظْ مَا مَعِي، وَ سَلِّمْنِي وَ سَلِّمْ مَا مَعِي، وَ بَلِّغْنِي بِبَلَاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فَإِذَا أَرَدْتَ الرُّكُوبَ فَقُلْ حِينَ تَرْكَبُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَ عَلَّمَنَا الْقُرَآنَ، وَ مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ‏، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*.. وَ إِذَا أَرَدْتَ السَّيْرَ فَلْيَكُنْ فِي طَرَفَيِ النَّهَارِ، وَ انْزِلْ فِي وَسَطِهِ وَ سِرْ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَ لَا تَسِرْ فِي أَوَّلِهِ، فَإِنَّهُ‏ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ أَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وَ قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اتَّقُوا الْخُرُوجَ بَعْدَ نَوْمَةٍ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابّاً يَبُثُّهَا يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ‏. ثُمَّ سِرْ وَ قُلْ فِي مَسِيرِكَ: اللَّهُمَّ خَلِّ سَبِيلَنَا، وَ أَحْسِنْ تَسْيِيرَنَا، وَ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا. ، وَ أَكْثِرْ مِنَ التَّكْبِيرِ وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّسْبِيحِ وَ الِاسْتِغْفَارِ. وَ إِذَا صَعِدْتَ أَكَمَةً أَوْ عَلَوْتَ تَلْعَةً أَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى قَنْطَرَةٍ فَقُلْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*، اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ. فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى جِسْرٍ فَقُلْ حِينَ تَضَعُ قَدَمَكَ عَلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ ادْحَرْ عَنِّي الشَّيْطَانَ الرَّجِيمَ. وَ إِذَا أَشْرَفْتَ عَلَى قَرْيَةٍ تُرِيدُ دُخُولَهَا فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظَلَّتْ، وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا أَقَلَّتْ، وَ رَبَّ الشَّيَاطِينِ وَ مَا أَضَلَّتْ، وَ رَبَّ الرِّيَاحِ وَ مَا ذَرَتْ، وَ رَبَّ الْبِحَارِ وَ مَا جَرَتْ، إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَ خَيْرَ مَا فِيهَا، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِيهَا. اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي مَا كَانَ فِيهَا مِنْ خَيْرٍ، وَ وَفِّقْ لِي مَا كَانَ فِيهَا مِنْ يُسْرٍ، وَ أَعِنِّي عَلَى حَاجَتِي، يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ وَ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ، وَ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ‏ ...، وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً المصدر: المزار الكبير