إذا خرجت من الكوفة أو غيرها متوجها نحو مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه، أو من منزلك، أو من حيث توجهت، فكن على السنن الذي قدمنا وصفه، من الصمت الّا من ذكر الله تعالى و ما يتعلق به من الكلام المحمود، و اهجر اللهو و اللعب، و اجتنب الملذّ من الطعام و الشراب، و اقتصر على المقيم للرمق مما عداه. 1 فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا زُرْتَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَزُرْهُ وَ أَنْتَ حَزِينٌ مَكْرُوبٌ، شَعِثٌ مُغْبَرٌّ، جَائِعٌ عَطْشَانٌ، فَإِنَّ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قُتِلَ حَزِيناً مَكْرُوباً، شَعِثاً مُغْبَرّاً عَطْشَاناً، وَ اسْأَلْهُ الْحَوَائِجَ وَ انْصَرِفْ عَنْهُ، وَ لَا تَتَّخِذْهُ وَطَناً. 2 وَ رُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً زَارُوا الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَحَمَلُوا مَعَهُمُ السُّفَرَ فِيهَا الحداء [الْجِدَاءُ] وَ الاحبصة [الْأَخْبِصَةُ] وَ أَشْبَاهُهُ، وَ لَوْ زَارُوا قُبُورَ أَحِبَّائِهِمْ مَا حَمَلُوا مَعَهُمْ هَذَا. 3 وَ رُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: تَزُورُونَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ لَا تزورون [تَزُورُوا]، وَ لَا تَزُورُونَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَزُورُوا، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: قَطَعْتَ ظَهْرِي، فَقَالَ: تَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَذْهَبُ إِلَى قَبْرِ أَبِيهِ كَئِيباً حَزِيناً وَ تَأْتُونَهُ أَنْتُمْ بِالسُّفَرِ، كَلَّا حَتَّى تَأْتُونَهُ شُعْثاً غُبْراً. المصدر: المزار الكبير