النوم حاجة طبيعية لا يستغني عنه إنسان، وهو أمر لازم لابد منه لأجل الراحة، ولكن لا ينبغي أن يتعدى بالنوم قضاء الحاجة، فإن إطالة النوم يوجب المرض مضافاً إلى أنه يكون تضييقاً للوقت بلا فائدة، وإطالة النوم على خلاف السيرة المعروفة للصالحين الأبرار، فقد ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [سورة الذاريات، آية 17-18] ، وفي آية أخرى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [سورة السجدة، آية 16] ، وقد كتب لهم من الجزاء مالا يعلم به أحد فقال تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة، آية 17].

فعلى السالك أن يأخذ بنهجهم ويسير بسيرتهم فينام مبكراً، ويستيقظ في الثلث الأخير من الليل ليصلي صلاة الليل، ويأتي بعدها بما أعده لنفسه من دعاء ومناجاة على حسب ما اختاره ووسعه وقته مواصلاً عمله حتى يطلع الفجر