يُستَحَب قراءة إنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ ألفَ مَرّةٍ يَوْم الخَميس، وَمِثله يوم الاثنَين. وَيُستَحبُّ صَوْم أوّل خميس في العشر الأوَّل منْ كُلّ شّهْرٍ، وأوّل أربعاء في العُشر الثّاني وَآخر خَميس في العُشر الأخير. وَيُستَحبُّ أَنْ يقرأ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ في صَلاة الفجر، وَكذلِكَ يَوْم الاثنَين. وَمَنْ كَانَتْ لَه حَاجَة فلْيُباكِر فيها، فإنَّ النّبيّ (صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) قال: أَللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتي في بُكُورِهَا. فإذا تَوجَّه قرأ الحَمْد، وَالمعوّذتين، والإِخْلاص، وَالقَدْر، وَآية الكُرسيّ، وَالخمس الآيات مِنْ (آخر) آلِ عِمران. لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ {3/196} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {3/197} لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ {3/198} وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {3/199} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {3/200} آخر خمس آيات من سورة آل عمران. ثمَّ يقُول: مَوْلاَيَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ مِنْكَ، وَخَابَتِ الآمَالُ إِلاَّ فِيكَ، أَسْأَلُكَ يَا إِلهِي بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ (حَقَّهُ) وَاجِبٌ عَلَيْكَ مِمَّنْ جَعَلْتَ لَهُ الحَقَّ عِنْدَكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي. ويُستَحبُّ طلَبُ الْعِلْم فيه وَفي يَوْمِ الاثنَين. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرأَ الإِنْسان فِيه سُورَة المائدة. وَيُسْتَحَبُّ زيارة الشُّهَداء فيه وَقُبور المؤمنِينَ. وَيُكره الإِنْصرافُ فيه عَن المشاهِدِ حَتَّى تمضِي الجُمعة. وَيُسْتَحَبُّ التَّأهُّب فيه لِلجُمعَة بِقَصِّ الأظافِير وَتَركَ واحَدةٍ إِلى يَوْم الجُمعَة وَالأَخْذ مِنَ الشَّارِب وَدُخول الحَمّام وَالغُسْل للجُمُعِة لِمَنْ خافَ أَنْ لا يتمَكَّن يَوْم الجُمُعَة. ومَنْ أرادَ الْحِجامَة يُسْتَحَبُّ لَهُ يَوْم الخَميس. وَرُويَ النَّهي عَنْ شُرْب الدّواءِ فيهِ. وَيُسْتَحَبُّ الصَّلاة فيه عَلَى النَّبِيّ (صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) أَلْفَ مرَّةٍ، وإنَّا أَنْزَلْنَاهُ مرّة واحدة. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ فيهِ: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَستَغْفِرَ الله تعالى بِهذَا الاسْتِغْفار آخر نَهار يوم الخميس. فَيقُول: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خَاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لاَ يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ ضَرَّاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ مَوْتاً وَلاَ نُشُوراً، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الأَخْيَارِ الأَبْرَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُو آخر نَهَار يَوْم الخَميس هذا الدّعَاء: أَللَّهُمَّ يَا خَالِقَ نُورِ النَّبِيِّينَ وَمُوْزِعَ قُبُورِ الْعَالَمِينَ، وَدَيَّانَ حَقَائِقِ يَوْمِ الدِّينِ وَالْمَالِكَ لِحُكْمِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ وَالعَالِمَ بِكُلِّ تَكْوِينٍ، أَشْهَدُ بِعِزَّتِكَ في الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَحِجَابِكَ الْمَنيعِ عَلَى أَهْلِ الطُّغْيَانِ، يَا خَالِقَ رُوحي وَمُقَدِّرَ قُوتي (قُوَّتي) وَالْعَالِمَ بِسِرِّي وَجَهْرِي، لَكَ سُجُودِي وَعُبُودي (وَعُبُودِيَّتِي) وَلِعَدُوِّكَ عُنُودِي يَا مَعْبُودي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أُنِيبُ وَأَنْتَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.


المصدر:
مصباح المتهجد