«اللّهم إنّي اسئلك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها، والأرض ومن عليها ولمّا يطأ لابتيها، قتيل العبرة، وسيد الاسرة، المدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الائمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في اوبته، والاوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثاروا الثار، ويرضوا الجبّار، ويكونوا خير أنصار، صلّى الله عليهم مع اختلاف اللّيل والنهار.

اللّهم فبحقّهم اليك اتوسل، وأسأل سؤال مقترفٍ معترفٍ مسيءٍ الى نفسه مما فرط في يومه وامسه، يسألك العصمة الى محل رمسه، اللّهم فصل على محمد وعترته، واحشرنا في زمرته، وبوّئنا معه دار الكرامة ومحل الإقامة.

اللّهم وكما أكرمتنا بمعرفته، فأكرمنا بزلفته، وارزقنا مرافقته وسابقته واجعلنا ممن يسلم لأمره، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره، وعلى جميع اوصيائه وأهل اصفيائه، الممدودين منك بالعدد الاثنى عشر، النجوم الزهّر والحجج على جميع البشر.

اللّهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة، وانجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جدّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته، وننتظر اوبته آمين رب العالمين.»

ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام وهو آخر دعاء دعا به عليه السلام يوم عاشوراء حين كثرت عليه أعداؤه :

«اللّهم أنت متعالي المكان عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما يشاء قريب الرحمة صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب اذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب اليك، قادر على ما اردت، ومدرك ما طلبت، وشكور اذا شكرت، وذكور اذا ذكرت، ادعوك محتاجاً وارغب اليك فقيراً، وافزع اليك خائفاً، وابكي اليك مكروباً، واستعين بك ضعيفاً واتوكل عليك كافياً، احكم بيننا وبين قومنا بالحق، فإنّهم غرّونا وخدعونا وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيّك وولد حبيبك محمد بن عبدالله الذي اصطفيته بالرسالة، وائتمنته على وحيك، فاجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً برحمتك يا ارحم الراحمين».


المصدر
البرنامج العبادي الميسر ، بتصرف