فقد روي في الكافي عن الإمام الجواد عليه السلام أنه قد روى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّ رجلاً سأل أباه محمّد الباقر عليه السلام عن مسائل، فكان ممّا دار بينهما أن قال:(قل لهم: هل كان فيما أظهر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم من علم الله (عزّ ذكره) اختلاف ؟ فإن قالوا لا، فقل لهم: فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف، فهل خالف رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ؟ فيقولون: نعم، فإن قالوا: لا ; فقد نقضوا أوّل كلامهم ; فقل لهم: ( مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) . فإن قالوا: من ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ؟ فقل: من لا يختلف في علمه. فإن قالوا: فمن هو ذاك ؟ فقل: كان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم صاحب ذلك إلى أن قال:وإن كان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم لم يستخلف في علمه أحداً فقد ضيّع من في أصلاب الرّجال ممّن يكون بعده .

قال أيضاً: وما يكفيهم القرآن ؟ قال:بلى، إن وجدوا له مفسّراً .

قال: وما فسّره رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ؟ قال:بلى قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للأمة شأن ذلك الرجل، وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام )(١) .

ـــــــــ

(١) أصول الكافي: ١/٢٤٥.


 

 

وقال عليه السلام أيضاً: (والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ; فمن حكم بما ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عَزَّ وجَلَّ ; ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب، فقد حكم بحكم الطاغوت) (١) .