كتب الإمام بخطه على ظهر كتاب العهد كتاباً جاء فيه: (... أنه جعل إليَّ

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 2 / 147.

(2) الإرشاد: 2/263 عن المؤرخ المدائني وعنه في إعلام الورى: 2/74 وعن الإرشاد في بحار الأنوار: 49/147 وفي الفصول المهمة: 256.

(3) الفصول المهمة: 258.


عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده... وخوفاً من شتات الدين واضطراب أمر المسلمين، وحذر فرصة تنتهز وناعقة تبتدر؛ جعلت لله على نفسي عهداً إن استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافة العمل فيهم... أن أعمل فيهم بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، ولا أسفك دماً حراماً، ولا أبيح فرجاً، ولا مالاً إلاّ ما سفكته حدوده، وأباحته فرائضه، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي... وإن أحدثت أو غيّرت أو بدّلت كنت للعزل مستحقاً، وللنكال متعرّضاً... وما أدري ما يفعل بي وبكم، إن الحكم إلاّ لله، يقصّ الحق وهو خير الفاصلين...)(1) .

فقد وضّح الإمام عليه السلام للأمة المنهج السياسي للحاكم الإسلامي، ودوره في تطبيق أحكام الشريعة، وأسباب عزله وغير ذلك من المفاهيم السياسية، وكان الكتابان قد كتبا في السابع من شهر رمضان سنة (201 هـ ).