ثم استولى على الحكم موسى الهادي بعد وفاة أبيه المهدي في العشر الأخير من محرم سنة (١٦٩ هـ) وتوفي في السنة (١٧٠ هـ) وكان عمره (٢٦) سنة(٣) وبالرغم من قصر المدّة التي حكم فيها موسى الهادي إلاّ أنها قد تركت آثاراً سيّئة على الشيعة وامتازت بحدث مهم في التاريخ الإسلامي وهو (واقعة فخ) التي قال عنها الإمام الجواد عليه السلام :(لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ) (٤) فكانت سياسة الهادي قد امتازت بنزعات شريرة ظهرت في سلوكه

ــــــــــــ

(١) تأريخ بغداد: ١٤ / ٣٠ ـ ٣١ ، والمناقب: ٤ / ٣٢٥.

(٢) تأريخ اليعقوبي: ٢ / ٤٠١ وحياة الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام : ١ / ٤٥٤.

(٣) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٤٠١ ـ ٤٠٦.

(٤) الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام : ٢ / ٤٥٧.


 

 

حتى نقم عليه القريب والبعيد وأبغضه الناس جميعاً وقد حقدت عليه أمه الخيزران حتى بلغ بها الغيظ له نهايته، قيل إنها هي التي قتلته(١) .

ولقد نكّل بالعلويين وأذاع الخوف والرعب في صفوفهم وقطع ما أجراه لهم المهدي من الأرزاق والأعطيات وكتب إلى جميع الآفاق في طلبهم وحملهم إلى بغداد(٢) .