لقد حذّر الإمام الصادق عليه السلام عبد الله بن الحسن من الترويج لابنه محمّد على أساس أنّه المهدي لهذه الأمة ، وأخبر عليه السلام بمستقبل الأحداث ونبّه على أنّها ستنتهي باستشهاد محمد وأخيه إبراهيم ، وأنّ الخلافة بعد أبي العباس السفّاح ستكون للمنصور العباسي .

وحينما سُئل عليه السلام عن محمد بن عبد الله ودعوته قبل أن يعلن محمد ثورته أجاب عليه السلام : ( إنّ عندي كتابين فيها اسم كل نبي وكل ملك يملك ، لا والله ما محمد بن عبد الله في أحدهما )(١) .

ولمّا ثار محمد بن عبد الله ( ذي النفس الزكيّة ) ترك الإمام الصادق عليه السلام المدينة ، وذهب إلى أرض له بالفُرع ، فلم يزل هناك مقيماً حتى قُتل محمّد فلمّا قُتل واطمأنّ الناس وأمنوا رجع إلى المدينة(٢) .