وكتب الإمام الصادق عليه السلام إلى عبد الله بن الحسن رسالة يعزّيه فيها ويُصبّرهُ على المصاب الذي جرى عليه وعلى أصحابه .

عن إسحاق بن عمّار الصيرفي أنّه قال : إنّ أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام كتب إلى عبد الله بن الحسن حين حمل هو وأهل بيته ، يعزّيه عمّا صار إليه :( بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى الخلف الصالح ، والذريّة الطيّبة من ولد أخيه وابن عمّه : أمّا بعد : فلئن كنت قد تفرّدت أنت وأهل بيتك ـ ممّن حُمل معك ـ بما أصابكم ، ما انفردت ـ بالحزن والغيظ والكآبة ، وأليم وجع القلب ـ دوني ولقد نالني من ذلك من

ـــــــــــــــــ

(١) مقاتل الطالبيين : ٢١٩ ـ ٢٢٠ .


الجزع والقلق ، وحرّ المصيبة مثل ما نالك ولكن رجعت الى ما أمر الله ـ جلّ جلاله ـ به المتقين من الصبر ، وحُسن العزاء ، حين يقول لنبيّه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : ( واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا ) (١) . وحين يقول : ( فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت ) (٢) إلى أن قال :( واعلم أي عمّ وابن عمّ إن الله ـ جلّ جلاله ـ لم يُبال بضرّ الدنيا لوليه ساعة قط ولا شيء أحبّ إليه من الضرر والجهد والأذى مع الصبر وإنّه تعالى لم يُبال بنعم الدنيا لعدوّه ساعة قط ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخوّفونهم ويمنعونهم وأعداؤه آمنون مطمئنّون عالون ظاهرون ، ولولا ذلك لما قتل زكريا واحتجب يحيى ظلماً وعدواناً في بغيّ من البغايا ، ولولا ذلك لما قتل جدّك علي بن أبي طالب عليه السلام لمّا قام بأمر الله ـ جلّ وعزّ ـ ظلماً ، وعمّك الحسين بن فاطمة اضطهاداً وعدواناً ) (٣) .

واعترف المنصور بسياسته الغاشمة ضدّ العلويين القائمة على القتل والإبادة لذريّة رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم حيث يقول : قتلت من ذرّية فاطمة ألفاً أو يزيدون وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بن محمد(٤) .