لقد أعطى الإمام عليه السلام للشيعة علائم ومؤشّرات واضحة تكشف عن عمق التديّن وعن مدى صحّته وسلامته ، فإنّ الإيمان أمر باطني ولكن له آثاره ومظاهره التي تكشف عنه ولا معنى لإيمان بلا عطاء ولا ثبات ولا قدرة على المواجهة .

فالمؤمن ذلك النموذج الذي يبرز تديّنه عندما يوضع على المحك ويعرَّض للمصاعب ولا ينثني أمام المغريات ولا يستجيب لمخطّطات أهل الباطل .

وقد هاجم الإمام عليه السلام تلك الشريحة التي تنتسب إلى التشيّع وهي تمارس أخلاقيات مرفوضة في نظر الإمام ، وأوضح بأنّ الإيمان كُلٌّ لا يتجزّأ بصفة دون أخرى مشيراً إلى أهمّية الاقتداء بالأئمة عليهم السلام قائلاً :( إنّما ينجو مَن أطال الصمت عن الفحشاء ، وصبر في دولة الباطل على الأذى ، أولئك النجباء الأصفياء الأولياء حقّاً وهم المؤمنون ، إنّ أبغضكم إليَّ المترأسون (٢) المشاؤون بالنمائم ، الحسدة لإخوانهم ليسوا منّي ولا أنا منهم إنّما أوليائي الذّين سلّموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل أمورنا ) (٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة : ١١ / ٢٧٣ ح١٠ ، عن مَن لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤١٧ .

(٢) أي طلاّب الرئاسة .

(٣) تحف العقول : ٣٠٧ ، وعنه في بحار الأنوار : ٧٨ / ٢٨٦ .


كما نجد الإمام عليه السلام يعطي ضابطة سلوكية تكشف بدورها عن مستوى التديّن وعمقه في النفس قائلاً :( إذا رأيتم العبد يتفقّد الذنوب من الناس ، ناسياً لذنبه فاعلموا أنّه قد مكر به ) (١) .