هي السيدة المهذّبة الزكية ( أم فروة ) بنت الفقيه القاسم(٢) بن محمّد بن أبي بكر(٣) وكانت من سيدات النساء عفّةً وشرفاً وفضلاً ، فقد تربّت في بيت أبيها وهو من الفضلاء اللامعين في عصره ، كما تلقّت الفقه والمعارف الإسلامية من زوجها الإمام الأعظم محمّد الباقر عليه السلام ، وكانت على جانب كبير من الفضل ، حتى أصبحت مرجعاً للسيدات من نساء بلدها وغيره في مهام أمورهن الدينية ، وحسبها فخراً وشرفاً أنّها صارت أُمّاً لأعظم إمام من أئمة المسلمين ، وكانت تعامل في بيتها بإجلال واحترام من قِبل زوجها ، وباقي أفراد العائلة النبوية .

ـــــــــــــــــ

(١) الفصول المهمّة : ١٩٢ .

(٢) أصول الكافي ١/٤٧٢ ، وتاريخ أهل البيت ١٢٢ ، والإرشاد ٢/١٨٠ ،وتذكرة الخواص : ٣٠٦ و٣٠٧ .

(٣) القاسم بن محمد بن أبي بكر كان من الفقهاء الأجلاّء ، وكان عمر بن عبد العزيز يجله كثيراً وقد قال : لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم بن محمّد الخلافة ، وقد عمّر طويلاً وذهب بصره في آخر عمره ، ولمّا احتضر قال لابنه : سن عليّ التراب سناً ـ أي ضعه عليّ سهلاً ـ وسوّي على قبري ، والحق بأهلك ، وإيّاك أن تقول : كان أبي ، وكانت وفاته بمكان يقال له قديد ، وهو اسم موضع يقع ما بين مكة والمدينة ، راجع ترجمته في صفة الصفوة : ٢/٤٩ ـ ٥٠ والمعارف : ٥٤ ، ومعجم البلدان : ٧ / ٣٨ ، ووفيات الأعيان : ٣ / ٢٢٤ .