لقد تضافرت النصوص الواردة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشأن الحسين عليه السلام وهي تبرز المكانة الرفيعة التي يمثّلها في دنيا الرسالة والأمة. ونختار هنا عدّة نماذج منها للوقوف على عظيم منزلته:

1 - روى سلمان أنّه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في الحسن والحسين عليهما‌ السلام : (اللّهمّ إنّي أحبهما فأَحِبَّهما وأحب من أحبّهما)(3) .

2 - (من أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله، ومن أحبّه الله عَزَّ وجَلَّ أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله

____________________

(1) إعلام الورى بأعلام الهدى: 1 / 427.

(2) عيون أخبار الرضا: 2 / 25، إعلام الورى: 1 / 427.

(3) الإرشاد: 2/28.


خلَّده في النار)(1) .

3 - (إنّ أبنىّ هذين ريحانتاي من الدنيا)(2) .

4 - رُوي عن ابن مسعود أنّه قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي فجاء الحسن والحسين عليهما‌ السلام فارتدفاه، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً، فلمّا عاد عادا، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر، ثم قال: (من أحبّني فَلْيُحبّ هذين)(3) .

5 - (حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط)(4) .

6 - (الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمهما أفضل نساء أهل الأرض)(5) .

7 - (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة)(6) .

8 - عن برّة ابنة أُمية الخزاعي أنّها قالت: لمّا حملت فاطمةعليها‌السلام بالحسن خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض وجوهه فقال لها: (إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك) قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن عليه السلام وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطينيه حتّى أُرضعه، فقالت: (كلا) ثمّ أدركتها رقّة الأمهات فأرضعته، فلمّا جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها: (ماذا صنعت؟) قالت: (أدركني عليه رقّة الأمهات فأرضعته) فقال: (أبى الله

____________________

(1) الإرشاد: 2 / 28.

(2) الإرشاد: 2/28، وصحيح البخاري: 2 / 188، وسنن الترمذي: 5 / 615 ح 3770.

(3) مستدرك الحاكم: 3 / 166، وكفاية الطالب: 422، وإعلام الورى: 1 / 432.

(4) بحار الأنوار: 43 / 261، ومسند أحمد: 4 / 172، وصحيح الترمذي: 5 / 658 ح3775.

(5) بحار الأنوار: 43/261، وعيون أخبار الرضا: 2 / 62.

(6) سنن ابن ماجة: 1 / 56، والترمذي: 5 / 614 / ح 3768، وبحار الأنوار: 43 / 265.


عَزَّ وجَلَّ إلاّ ما أراد).

فلمّا حملت بالحسين عليه السلام قال لها: (يا فاطمة إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك ولو أقمت شهراً)، قالت: (أفعل ذلك)، وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين عليه السلام فما أرضعته حتى جاء رسول الله فقال لها: (ماذا صنعت؟) قالت: (ما أرضعته) فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمصّ، حتى قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : (إيهاً حسين إيهاً حسين)!! ثمّ قال: (أبى الله إلاّ ما يريد، هي فيك وفي ولدك)(1) يعني الإمامة.

9 - إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالساً فأقبل الحسن والحسين، فلمّا رآهما النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه، وقال: (نعم المطيُّ مطيّكما، ونعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما)(2) .