لقد كانت الزهراء ربيبة العلم وال

لقد كانت الزهراء ربيبة العلم والتقى وكان حظّها منهما وفيراً ، ويدلّنا على شيء من ذلك بعض ما اُثر عنها من الأحاديث التي روتها عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمباشرة في الأحكام والآداب والأخلاق وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) وقد جُمع في ما سُميّ بــ « مسند فاطمة الزهراء » لعدّة مؤلفين، أولهم السيوطي المتوفّى عام ( 911 هـ )، والثاني للسيّد حسين شيخ الإسلامي التويسركاني، وقد جمع فيه ( 260 ) حديثاً مما نُقل عن الزهراء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو ممّا يرتبط بها صلوات الله عليها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والثالث للشيخ عزيز الله العطاردي، والرابع للشيخ أحمد الرحماني الهمداني حيث جمع في كتابه «فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى» حوالي (84) حديثاً ممّا نُقل عنها في كتب الخاصة والعامة .



ومن هنا نعود إلى ما كتبه السيّد هاشم معروف الحسني عن مصحف فاطمة الذي تشير الروايات اليه وتفصح فيها عن سعة علوم الزهراء وفضلها عند الله ورسوله وأهل بيته، قال رضوان الله عليه : « فليس بغريب ـ والحال هذه ـ أن تكون السيّدة فاطمة (عليها السلام) قد جمعت قسماً ممّا سمعته منه ومن زوجها في التشريع والأخلاق والآداب وما سيحدث في مستقبل الزمان من الأحداث والتقلبات ، وقد ورث الأئمة من أبنائها في جملة ما ورثوه عنها هذا الكتاب واحداً بعد واحد »[8] .