Untitled 1

« لقد أحصى المسلمون الأوائل على الرسول جميع أقواله وأفعاله ومن هؤلاء انتقلت سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الطبقة الثانية وغيرها من الطبقات »[1] .



ولا شك « أنّ أكثرهم وعياً لأقواله وأفعاله من الطبقة الاُولى اُولئك الذين كانوا على صلة به في أكثر الأوقات وفي مختلف المناسبات »[2] .



وعلى هذا الأساس لا بدّ وأن يكون للصحابة الأوائل دور في هذه الناحية أبرز من اُولئك الذين دخلوا الإسلام في السنين الأخيرة من حياته كأبي هريرة وغيره ممّن امتلأت مجاميع الحديث بمرويّاتهم وأصبحوا من أوسع المصادر لها في حين أنّ صلاتهم بالرسول (صلى الله عليه وآله) كانت محدودة للغاية ...

لذلك كان موقف الباحثين من مرويّاتهم مشوباً بالحذر ، وفي الوقت ذاته لا يستبعد أحد على الذين لازموه منذ بعثته إلى أن اختاره الله اليه أن يرووا عنه

آلاف الروايات وبخاصة إذا كانوا من المقرّبين إليه كعليّ (عليه السلام) وغيره من الصحابة الأبرار في حين أنّ مجاميع السنّة لم ترو عنهم إلاّ القليل القليل بالقياس لما روته عن غيرهم في السنين الثلاث الأخيرة من حياته[3] .



(كما يجب أن لا نستبعد ما ترويه المصادر الشيعية عن مصحف فاطمة، ذلك الكتاب الذي ورد ذكره على لسان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام[4]; لأنّ الزهراء لم تفارق أباها طيلة حياتها ، وكانت ترعاه وتتولّى خدمته وتسمع أحاديثه وأخباره وخطبه بنحو لم يتوفّر لغيرها من الناس إذا استثنينا ابن عمّها عليّاً عليه السلام) [5] .



وبعد هذا الأ تستغرب حينما تسمع ما يقوله احافظ السيوطي من أنّ دميع ما روته فاطمة رضي الله عنها من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث، وما يقوله الحافظ البدخشاني من أنّ كلّ ما روي عنها ثمانية عشر حديثاً[6] ؟!. مع أنّا نعلم أنّ المروي عن عائشة ما يفوق الألفين وهي لم تعاشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلاّ بعد الهجرة بما يقلّ عن عشر سنوات، بينما عاشت الزهراء مع أبيها على أقلّ الروايات ثمانية عشر عاماً وعلى أكثرهاثمانية وعشرين عاماً !.



وقال الاستاذ توفيق أبو علم عن هذه النقطة بالذات: (أخذت الزهراء عن أبيها الكثير من الأحاديث بما تسمعه منه أو ما كان يأمر بكتابته لها، وقد أخذ عنها ابناها الحسن والحسين وأبوهما عليّ وحفيدتها فاطمة بنت الحسين مرسلاً وعائشة وام سلمة وأنس بن مالك وسلمى أم رافع رضي الله عنهم، وقد ساعدها على ذلك أنّهما ألمّت بكثير من علوم القرآن وإحاطتها باُمور من الشرائع السابقة، وكانت تعرف القراءة والكتابة، ولقد فطمها اله بالعلم، وكان أبوها رسول اله (ص) يستكتب لها الصحف التي تسترشد بها في أمر دينها وتبصّرها باُمور دنياها، فالسيّدة فاطمة من أهل بيت اتّقوا الله وعلّمهم اله)[7] .