لا نعلم بالضبط السبب الحقيقي وال

لا نعلم بالضبط السبب الحقيقي والدافع الأصلي الذي دعا بنساء المهاجرين والأنصار لعيادة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فهل كان ذلك بإيعاز من رجالهن ؟ وما الذي دعا اُولئك الرجال لإرسال نسائهم إلى دار السيّدة فاطمة (عليها السلام) ؟ وهل حصل الوعي عند النساء وشعرن بالتقصير بل الخذلان لبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانتشر هذا الشعور بين النساء فحضرنَ للعيادة والمجاملة أو إرضاء لضمائرهن المتألمة ممّا حدث وجرى على سيدة النساء؟ أو كانت هناك أسباب سياسية فرضت عليهنّ ذلك، فحضرن لتلطيف الجوّ وتخفيف التوتّر للعلاقات بين بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين السلطة الحاكمة في ذلك اليوم؟ خاصة وإنّ الموقف الاعتزالي الذي اختارته السيّدة فاطمة (عليها السلام) لنفسها وانسحابها عن ذلك المجتمع لم يكن خالياً عن التأثير ، بل كان عاملاً مساعداً لانتباه الناس ، وبالأخص حين حمل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) السيّدة فاطمة (عليها السلام) يطوف بها على بيوت الأنصار تستنجد بهم وتستنهضهم فلم تجد منهم الإسعاف بل وجدت منهم التخاذل[2] .



وعلى كلّ تقدير فلا يعلم أيضاً عدد النساء اللاّتي حضرن عند الزهراء(عليها السلام) وهي طريحة الفراش ، ولكن يبدو أنّ العدد لم يكن قليلاً بل كان مما يُعبأ به .