إنتشر خبر مرض السيّدة فاطمة الزه

إنتشر خبر مرض السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المدينة ، وسمع الناس به، ولم تكن تشكو السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من داء عضال غير ماحدث لها بين الحائط والباب من عصرها وكسر ضلعها وسقوط جنينهاولطمها على خدها .



كلّ هذه الاُمور ساهمت في انحراف صحتها وقعودها عن ممارسة أعمالها، وكان زوجها العطوف هو الذي يتولّى تمريضها ، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس[1] ، جاءت نسوة من أهل المدينة لعيادتها ، وخطبت فيهنّ تلك الخطبة ـ التي ستمرّ عليك ـ وأعادت النسوة كلامها على رجالهن ، فجاء الرجال يعتذرون ، فما قبلت اعتذارهم فقالت (عليها السلام) : « إليكم عنّي لا عذر بعد تعذير ولا أمر بعد تقصير » .



لقد انتشر خبر استياء السيّدة فاطمة (عليها السلام) من السلطة ونقمتها على الذين آزروا الحزب الحاكم بسكوتهم وصمتهم، وتناسوا كلّ النصوص التي نزلت في آل الرسول، وأعرضوا عن كلّ حديث سمعوه من شفتي الرسول (صلى الله عليه وآله) في حقّ الزهراء (عليها السلام) وزوجها وولديها، وأخيراً تولَّد شيء من الوعي عند الناس ، وعرفوا أنّهم مخطئون في دعم السلطة الحاكمة التي لم تعترف بشرعية الزعامة لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا تعير للحقّ اهتماماً ولا للمنطق موقعاً سوى القوّة وحدّ السيف .