إنّ الأحداث المتسارعة والمواقف ا

إنّ الأحداث المتسارعة والمواقف المنحرفة وظهور أطراف عديدة تعدّ للإسلام المكائد وتطرق أبواب الفتن وغياب الوعي الرسالي والحرص على سلامة العقيدة أملت على الإمام عليّ (عليه السلام) أن يقف عند مفترق طرق ثلاثة ، كلّ منها حرجٌ :



الأولّ : أن يبايع أبا بكر دون ممانعة، ويكون حاله مثل بقية المسلمين، بل يحظى بمكانة مرموقة لدى السلطة الجديدة ويحافظ على وجوده وكيانه ومنافعه من دون إهتمام بمسيرة الدعوة الإسلامية ، وهذا غير ممكن ، لأنّه يعني إمضاءه لبيعة مخالفة لأوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) .



الثاني : أن يسكت وفي العين قذى وفي الحلق شجى، ويحاول أن يجد مسلكاً معتدلاً وسط التناقضات التي ستحصل من جراء حكومة غير مؤهلة، ليحافظ على كيان الإسلام ويصون العقيدة الإسلامية من الإنهيار التام .



الثالث : أن يعبّئ الجماهير ويعدّهم لإعلان الثورة المسلحة على خلافة أبي بكر.