لم تتوقّف الزهراء عند خطبتها

لم تتوقّف الزهراء عند خطبتها، فقد استمرت في جهادها واختارت الاعتصام عن الكلام مع أبي بكر هذه المرّة ، فأعلنت رسميّاً أمام الملأ : «والله لا اُكلمك بكلمة ما حييت»[4] .



ولم تكن فاطمة (عليها السلام) من سواد الناس ، بحيث لو قاطعت الخليفة لم تؤثّر عليه ، ولم يكن الأمر غير ذي بال ، ففاطمة عزيزة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبيبته ، ولم يخف اهتمامه (صلى الله عليه وآله) بها وحبّه لها على أحد ، وهي التي قال فيها: «فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني» .



وانتشر الخبر رويداً رويداً : إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساخطة على أبي بكر ولم تكلّمه ، وسمع بذلك القاصي والداني من داخل المدينة وخارجها فتساءل الناس ، وازدادوا نفوراً من الخليفة يوماً بعد يوم، ورغم محاولات الخليفة إعادة المياه إلى مجاريها والمصالحة مع الزهراء إلاّ أنّها (عليها السلام) استمرت في جهادها وبقيت على صمودها حتى مضت إلى ربّها شهيدة مظلومة .