بعد خطبة الزهراء
بعد خطبة الزهراء (عليها السلام) في المسجد وكلام أبي بكر 
قالت اُمّ سلمة (رض) حين ما سمعت ما جرى لفاطمة (عليها السلام) : أَلِمثلِ فاطمة 
بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال هذا القول ؟ هي والله الحوراء بين الإنس ، 
والنَفس للنفس ، رُبّيت في حجور الأتقياء ، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور 
الطاهرات ، ونشأت خيرة نشأة ، وربيت خير مربى ، أتزعمون أنّ رسول الله (صلى الله 
عليه وآله) حرّم عليها ميراثه ولم يُعلمها ؟ وقد قال الله تعالى : (وأنذر عشيرتك 
الأقربين ) أفأنذرها وخالفت مطلبه ؟ وهي خيرة النسوان واُم سادة الشبان ، وعديلة 
مريم ، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، 
ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله ، رويداً ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بمرآى منكم 
، وعلى الله تردون واهاً لكم ، فسوف تعلمون.
قيل : فحرمت من عطاءها تلك السنة[3] .