قال تعالى

قال تعالى : ( فآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السبيل ذلك خير لّلذين يريدون وجه الله واُولئك هم المفلحون )[3] . نلاحظ أنّ هذه الآية خطاب من الله عزّوجلّ إلى نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) يأمره أن يؤتي ذا القربى حقّه ، فمن هم ذوو القربى ؟ وما هو حقّهم ؟ وقد اتّفق المفسّرون أن ذوي القربى هم أقرباء الرسول وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فيكون المعنى: أعطِ ذوي قرباك حقّهم .



جاء في الدرّ المنثور للسيوطي عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : لمّا نزلت الآية ( فآت ذا القربى حقّه ... ); دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء وأعطاها فدكاً[4] .



وذكر ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة أنّ عمر قال : إنّي أُحدثكم عن هذا الأمر ، إنّ الله خصّ نبيّه في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره فقال : ( وما أَفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكنّ الله يسلط ... ) فكانت هذه ( يعني : فدكاً ) خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) .



ويستفاد من الروايات التأريخية أنّ فدكاً كانت بيد الزهراء وأنّها كانت تتصرف فيها، ويستدل على أن فدكاً كانت بيد آل الرسول من تصريح الإمام عليّ (عليه السلام) في كتابه الذي أرسله إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة، « بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونِعْم الحَكمُ الله ... »[5] .



عبّرت بعض الروايات أنّه عندما استقرّ الأمر لأبي بكر انتزع فدكاً من فاطمة (عليها السلام)[6]، ومعنى هذا الكلام أنّ فدكاً كانت في يد فاطمة وتحت تصرّفها من عهد أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فانتزعها أبو بكر منها .



وفي رواية العلاّمة المجلسي : فلمّا دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة ـ بعد استيلائه على فدك ـ دخل على فاطمة (عليها السلام) فقال : « يا بنية إنّ الله قد أفاء على أبيكِ بفدك واختصّه بها ، فهي له خاصة دون المسلمين ، أفعل بها ما أشاء وإنّه قد كان لاُمك خديجة على أبيك مهر ، وإنّ أباك قد جعلها لك بذلك ، وأنحلها لك ولولدك بعدك » قال : فدعا بأديم ودعا بعليّ بن أبي طالب وقال له: « اُكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله»، وشهد على ذلك عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ومولىً لرسول الله واُمّ أيمن[7] .