اختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها

اختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها (عليها السلام) إلاّ أنّ المشهور بين مؤرّخي الإمامية أنّه في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة ، بينما قال غيرهم : إنّها ولدت قبل البعثة بخمس سنين[7] .



روى أبو بصير عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : « ولدت فاطمة في جمادي الآخرة يوم العشرين سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين ، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً ، وقُبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة »[8] .



ومن أسمائها : الصدّيقة هي الكثيرة التصديق، وقد كانت سلام الله عليها مصدِّقة لأبيها صادقة في أقوالها صدوقة في أفعالها ووفائها ، فهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون كما ورد عن حفيدها الصادق(عليه السلام)[9] .



والمباركة باعتبار الخير الكثير الذي يأتي من قِبَلِها، وقد وصفها القرآن الكريم بالكوثر باعتبار أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد انقطع نسله إلاّ منها، فهي اُمّ الأئمة الأطهار واُمّ الذريّة الطاهرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكثرة الذرّية ـ التي دافعت عن رسالة محمّد (صلى الله عليه وآله) وتحمّلت أعباء الوقوف أمام الظالمين والمنحرفين عنها ـ هي الخير الكثير أو أهمّ مصاديقه التي أعطاها الله لرسوله كما نصّ عليه في سورة الكوثر .



وعن ابن عباس أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قال : «ابنتي فاطمة حوراء آدمية ، لم تحض ولم تطمث ، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها عن النار»[10] .



وعنه (صلى الله عليه وآله) : «أن فاطمة حوراء إنسيّة، كلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتُها»[11] .



وقالت اُمّ أنس بن مالك : كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر أو الشمس كفر غماماً إذا خرج من السحاب، بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود، من أشدّ الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) شبهاً[12] .



ولقّبت بالطاهرة لطهارتها من كلّ دنس وكلّ رفث، وأنّها ما رأت قطّ يوماً حمرةً ولا نفاساً[13] كما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، وقد شهد القرآن الكريم بطهارتها من الدنس في آية التطهير .



وكانت سلام الله عليها راضية بما قدّر لها من مرارة الدنيا ومشاقّها ومصائبها وثوابها، مرضية عند ربها كما أخبر بذلك القرآن الكريم عنها في سورة الدهر، إذ ارتضى ربّها سعيها وآمنها من الفزع الأكبر ، وهي ممّن ( رضي الله عنهم ورضوا عنه )[14]وخشي ربّه دون شك كما نلاحظ ذلك في سيرتها.



والمحدَّثة هي التي تحدّثها الملائكة ، كما حدّثت الملائكة مريم ابنة عمران واُمّ موسى وسارة امرأة ابراهيم إذ بشّرتها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب .



وكنّاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) باُمّ أبيها تعظيماً لشأنها، إذ لم يكن أحد يوازيها في محبّته لها ورفعة مكانتها لديه ، وكان يعاملها معاملة الولد لاُمّه كما كانت تعامله معاملة الاُم لولدها، إذ كانت تحتضنه وتضمد جروحه وتخفّف من آلامه .



كما كُنيت باُمّ الأ ئمة، إذ أخبر الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّ الأئمة من ولدها وأنّ المهديّ من نسلها[15].