ولدت السيّدة خديجة بنت خويلد زوج

ولدت السيّدة خديجة بنت خويلد زوجة النبيّ الاُولى من أبوين قرشيين كلاهما من أعرق الاُسر في الجزيرة العربية، وقد اجتمع لها بالإضافة إلى هذا النسب الرفيع، الذكر الطيب والخلق الكريم والصفات الفاضلة، وبلغ من علوّ شأنها أنّها كانت قبل أن تتزوّج بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) تُعرف بالطاهرة وبسيّدة نساء قريش، وهي مع ذلك من أثرياء قريش وأوسعهم جاهاً ومفطورة على التديّن بعاملي الوراثة والتربية ، فأبوها خويلد هو الذي نازع ( تُبّعاً الآخر ) ملك اليمن حين أراد أن يحمل الحجر الأسود معه إلى اليمن، فتصدّى له ولم ترهبه قوّته وكثرة أنصاره حرصاً منه على هذا النسك من مناسك دينه[1] .



وأسد بن عبد العزى ـ جدّ السيّدة خديجة ـ كان من المبرّزين في حلف الفضول الذي تداعت له قبائل من قريش ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممّن دخلها من سائر الناس إلاّ قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى تُرد مظلمته ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم ، ولو اُدعى به في الإسلام لأجبت »[2] .



وابن عمّها ورقة بن نوفل كان يعكف على دراسة كتب النصارى واليهود، ويعمل بما يستحسنه منهما، لا لأنه كان يعاشر النصارى واليهود، ولا لأنّ مكة كانت مقراً لهما، بل لأنّه كان يسخر من عبادة الأصنام والتماثيل ويبحث عن دين يطمئن اليه[3] .



إذن كانت السيّدة خديجة من اُسرة عريقة معروفة بالعلم والديانة، وكان ذووها على الحنيفيّة دين إبراهيم (عليه السلام) ، وممّن ينتظرون ظهور دين الحقّ في بلاد الجزيرة العربية[4].