عاش الإمام عليّ عليه السلام مع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم كلّ متغيّرات حياة الرسول الأعظم، فكان يرى في محمّد المثل الكامل الّذي يُشبع تطلعاته وعبقرياته، فكان يحاكيه في أفعاله ويرصده في حركاته ويقتدي به ويطيعه في كلّ أوامره ونواهيه قبل البعثة النبويّة الشريفة وحتى آخر لحظة من عمر النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، كما أجمع المؤرّخون على أنّه لم يردّ على رسول الله كلمة قطّ.

وقد صرّح الإمام عليه السلام بأنّه أوّل من صلَّى بعد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قائلاً:(لم يسبقني إلاّ رسول الله بالصلاة) (٢) .

ــــــــــــ

(١) عبقرية الإمام علي، عباس محمّود العقّاد: ص٤٣. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه الغدير: ٣ / ٢٢٠ ـ ٢٣٦ ما يربو على ٦٦ حديثاً في أسبقية إسلام الإمام عليّعليه‌السلام على غيره من الصحابة.

(٢) نهج البلاغة للفيض: ٣٩٧ الخطبة ١٣١.


كما روي عن حبّة العرني أنّه قال: رأيت عليّاً عليه السلام يوماً ضحك ضحكاً لم أره ضحك ضحكاً أشدّ منه حتى أبدى ناجذه، ثمّ قال:(اللّهم لا أعرف أنّ عبداً من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيّها صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ) (١) .

وجاء في تفسير قوله تعالى: ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) (٢) عن ابن عباس: أنّها نزلت في رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وعليّ بن أبي طالب وهما أول من صلّى وركع(٣) .

كما جاء عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : (صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليٍّ سبعاً، وذلك أنّه لم يرفع إلى السماء شهادة لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله إلاّ منّي ومنه) (٤) .