إنّ أهداف الرجال العظام هي عظيمة في التأريخ، وتزداد رفعةً وسموّاً حين تنبعث من عمق رسالة سامية. ونحن حين نقف أمام الحسين عليه السلام الذي يمثّل أعظم رجل في عصره وهو يحمل ميراث النبوّة وثقل الرسالة الخاتمة الخالدة مسدّداً بالتسديد الإلهي في القول والفعل، وأمام سيرته لنبحث عن أهداف نهضته المقدسة - التي فداها بنفسه وبأهل بيته وخيرة أصحابه - لا نجد من السهل لنا أن نحيط علماً بكلّ ذلك، لكنّنا نبحث بمقدار إدراكنا ووعينا للحدث وفق ما تتحمّله عقولنا طبعاً.

لقد تفانى الحسين عليه السلام في الله ومن أجل دينه، فكانت أهدافه - التي

____________________

(1) البداية والنهاية: 8 / 176، وتأريخ ابن عساكر: ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، ومقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 218، والفتوح: 5 / 74.

(2) مستدرك الحاكم: 4 / 398 و 3 / 176، وكنز العمال: 7 / 106، ومجمع الزوائد: 9 / 187، وذخائر العقبى: 148، وسير أعلام النبلاء: 3 / 15.


تمثّل رضى الله وطاعته - سامية جليلة، كما أنّها كانت واسعة وعديدة. ويمكننا أن نذكر بعض أهداف الإمام الحسين عليه السلام من ثورته كما يلي(1) :