ويقوم الإمام المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ بالسيف، فظهوره يكون بعد إتمام الحجة البالغة واتضاح الحقائق بالكامل وفتح أبواب الحق وإغلاق الباطل

ـــــــــــ

(١) اثبات الهداة: ٥٢٧.

(٢) اثبات الهداة: ٥١٦ ـ ٥١٧.

(٣) إثبات الهداة: ٣/ ٤٩٤.

(٤) مسند ابن ابي شيبة: ١٥ / ١٩٩، سنن الدارمي: ١٠١، حاوي السيوطي: ٢/ ٧٧.

(٥) مسند ابن أبي شيبة: ١٥/١٩٩، سنن الدارمي: ١٠١، حاوي السيوطي: ٢/٧٧.

(٦) إثبات الهداة: ٣/ ٤٤٩، ٤٥٥.


ووقوع المعجزات والكرامات المبرهنة على تمتعه بالتأييد الإلهي ونصرة الملائكة البدريين له وامتلاكه قميص يوسف وعصا موسى وحجره وخاتم سليمان ودرع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وسيفه ورايته وسائر مواريث الأنبياء عليهم السلام وإظهاره لها(١) وإتضاح تمثيله الصادق لمنهجهم وسعيه لتحقيق أهدافهم الإلهية وإقرار العدالة السماوية. ومع اتضاح كل ذلك لا يبقى على الباطل إلاّ المنحرفون المفسدون الذين لا يُرجى منهم إلاّ الفساد والأذى والظلم الذي يجب أن تُطهر منه الدولة المهدوية، لذلك نلاحظ في سيرة الإمام الجهادية الصرامة والحزم والحدية في التعامل مع الظالمين والمنحرفين فلا يبقى على الأرض منهم ديّار ولا يسمح لهم بالنشاط الإفسادي.

على أن الأحاديث الشريفة تصرّح بأنّ المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ يسير بسيرة أبويه رسول الله ووصيه الإمام علي ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ في مجاهدة المنحرفين والمبطلين فلا يبدأ القتال إلاّ بعد عرض الإيمان والدين الحق عليهم(٢) ومحاججتهم بما ألزموا به أنفسهم كما رأينا في قضية إخراجه التوراة والإنجيل وهذه قضية أخرى مهمة في سيرته الجهادية عليه السلام .

ويُستفاد من الروايات الشريفة أن من سيرته الجهادية تصفية الجبهة الداخلية وهي جبهة العالم الإسلامي من التيارات المحاربة المنحرفة أولاً قبل البدء بمجاهدة القوى الأجنبية، فينهي حركة السفياني ونفوذ البترية والمتأولة الجاهلين والنواصب المضلين المعاندين(٣) ويعقد لأجل ذلك هدنة مع الروم

ـــــــــــ

(١) إثبات الهداة: ٤٣٩ ـ ٤٤٠، ٤٩٤، ٤٧٨، ٤٨٧، وراجع عقد الدرر: ١٣٥، الفصول المهمة: ٢٩٨، كفاية الأثر: ١٤٧، ابن حماد: ٩٨، القول المختصر: ٣٤، برهان المتقي: ١٥٢.

(٢) الكافي: ٨/ ٢٢٧ وعنه في إثبات الهداة: ٣/ ٤٥٠ .

(٣) الإرشاد: ٢/٣٨٤ وعنه في بحار الأنوار: ٥٢/٣٨٦ وعنه في اثبات الهداة: ٣/٥٤٤ .


قبل ان يتوجه لمجاهدة اليهود ثم الروم وقتل الدجال وفتح الأرض كلّها. بل ويعمد قبل البدء بتصفية الجبهة الداخلية بتنظيم صفوف جيشه ويعيّن القادة العسكريين الأكفاء ويعقد لهم الألوية ويذهب بالعاهات والضعف عن أنصاره ويقوّي قلوبهم(١) ويملأها إيماناً بالحق الذي يجاهدون من أجله ويبتليهم ويمحصهم(٢) ، لكي يتحرك لانجاز مهمته الإصلاحية الكبرى بجيش عقائدي قوي ومنسجم يتحلى بالكفاءة القتالية المطلوبة والقوة المعنوية اللازمة.