إن سيرة الإمام المهدي عليه السلام مع نفسه واُمته تجسد صورة الحاكم الإسلامي المثالي الذي تكون السلطة عنده وسيلة لخدمة الناس وهدايتهم لا مصدراً للدخل الوفير والظلم والاستئثار بالأموال واستعباد الناس، فهو يحيي صورة الحاكم الإسلامي التي جسدها من قبل ـ وبأسمى صورها ـ أبواه، ومن قبل رسول الله ووصيه الإمام علي ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ فهو مع نفسه: «مالباسه إلاّ الغليظ وما طعامه إلاّ الشعير الجشب»(٦) وهو الذي «يكون من الله على حذر، لا يضع حجراً على حجر، ولا يقرع أحداً في ولايته بسوط إلاّ في

ـــــــــــ

(١) فتن ابن حماد: ١٠٢، القول المختصر لابن حجر: ٧، برهان المتقي: ٩٥.

(٢) القول المختصر: ١٠، الفتوحات المكية لابن عربي: ٣/ ٣٣٢.

(٣) إثبات الهداة: ٣/ ٤٩٨.

(٤) إثبات الهداة: ٣/ ٤٥٤.

(٥) سنن الدارمي: ١٠١، فتن ابن حماد: ٩٨، عقد الدرر: ٤٠، اثبات الهداة: ٣/ ٥٢٧.

(٦) راجع الكافي: ١ / ٤١١، إثبات الهداة: ٣ / ٥١٥.


حد»(١) ، أما مع اُمته فهو «الرؤوف الرحيم» بهم وهو الموصوف بأنه «المهدي كأنما يعلق المساكين الزُّبد»(٢) ، وهو الصدر الرحب الذي تجد فيه الأمة ملاذها المنقذ فهي: «تأوي إليه اُمته كما تأوي النحلة الى يعسوبها»(٣) أو «كما تأوي النحل الى بيوتها»(٤) .