إنّ معظم الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن نزول عيسى عليه السلام تذكر قيامه بكسر الصليب ورجوع النصارى عن تأليهه(٢) ثم قتل الدجال ـ الذي هو رمز الحضارات المادية ـ على يديه أو على يدي الامام المهدي بمعونته عليهما‌ السلام .

ومع رجوع النصارى عن تأليه عيسى عليه السلام ومشاهدتهم لمناصرة نبيهم لخاتم أئمة الإسلام المعصومين تتفتح أبواب دخولهم الإسلام ـ وهم النسبة الأكبر من سكان الأرض ـ بيسر، ونتيجة لذلك تتيسر مهمة قتل الدجال والقضاء على الحضارات الطاغوتية وفتح الأرض وإقامة الدولة الإسلامية العالمية العادلة وبدء عملية البناء الإصلاحي وتحقيق أهداف الأنبياء عليهم السلام .

ـــــــــــ

(١) صحيح البخاري: ٤ / ٣٠٥، مسلم: ١ / ١٣٦، تأريخ البخاري: ٧ / ٢٣٣، سنن ابن ماجة: ٢/ ١٣٥٧، سنن الترمذي: ٤/ ٥١٢، صحيح البخاري: ٣ / ١٠٧، فتن ابن حماد: ١٠٣ وغيرها كثير مروية من طرق الفريقين.

(٢) الدر المنثور للسيوطي: ٢ / ٣٥٠.


هذه ـ على نحو الإيجاز ـ المحطات الرئيسة لتحرك الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ بعد ظهوره، وكل منها يشتمل على تفصيلات كثيرة لا يسع المجال لذكرها. لذا ننتقل للحديث ـ وبالإيجاز نفسه ـ عن سيرته بعد ظهوره في أبرز مجالاتها ثم عن خصائص عهده.