وهي تخطيطه عليه السلام لتسهيل الارتباط بالإمام المهدي عليه السلام في غيبته الصغرى من خلال اعتماده وكلاء قد وثّقهم لدى شيعته فأصبحوا حلقة وصل مأمونة بين الإمام المهدي عليه السلام وأتباعه من دون أن يتجشّموا الأخطار والصعاب لذلك.

فقد حدّث محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان أنّهما دخلا على أبي محمد الحسن عليه السلام بسرّ من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته حتى دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم:«هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن..» ثم ساق حديثاً طويلاً حتى انتهى الحديث إلى أن الحسن عليه السلام قال لبدر:فامض فأتنا بعثمان بن سعيد العمري ، فما لبثنا إلاّ يسيراً حتى دخل عثمان فقال له سيدنا أبو محمد عليه السلام :إمض يا عثمان فإنّك الوكيل والثقة والمأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال ، ثم ساق الحديث إلى أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيّدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتك وأنّه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى، قال:نعم واشهدوا عليّ أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني مهديّكم (٣) .

ــــــــــــ

(١) كمال الدين: ٢/٤٥٤.

(٢) إثبات الهداة: ٣/٧٠٠.

(٣) غيبة الطوسي: ٢١٥.


وقد كان عثمان بن سعيد الوكيل الأوّل للإمام المهدي عليه السلام بعد استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام ثم أصبح محمّد بن عثمان وكيله الثاني كما هو المعروف في ترتيب النواب الأربعة للإمام المهدي عليه السلام .