وهي النصوص التي رواها الصحابة والأئمة عليهم السلام والتي اشتملت على ذكر أسماء الأئمة الاثني عشر وما وعد الله ـ على لسان رسوله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ـ المصدقين بهم والتابعين لهم، بالخير والسعادة في الدارين وما توعد به الناصبين لهم العداء والمخالفين من العذاب والخزي فيهما أيضاً.

ولم تبتل الأمة الإسلامية بالتجزئة والخضوع للاستكبار العالمي والحيرة والتيه وسوء الظروف التي تمرّ بها الأمة الإسلامية إلاّ بسبب هذه القطيعة الحاصلة بينها وبين أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ونورد هنا جملة من أحاديث الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم في هذا الاتجاه:

١ ـ روى الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدثنا محمد بن همام: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد ابن أبي عميرة عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : لما أُسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد إني اطّلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبياً وشققت لك من اسمي اسماً. فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطّلعت الثانية فاخترت منها علياً وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسماً من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين.

يا محمد لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع ويصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم فما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي.

يا محمد تحب أن تراهم ؟

قلت: نعم يا رب.


فقال عَزَّ وجَلَّ: ارفع رأسك.

فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي ابن محمد والحسن بن علي و(م ح م د) بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب درّي، قلت: يارب، ومن هؤلاء ؟

قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين...)(١) .

٢ ـ وعن محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزياترحمه‌الله قال: حدثني محمد بن القاسم، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثني موسى بن عثمان قال: حدثني الأعمش، قال: حدثني أبو إسحاق، عن الحارث وسعيد ابن قيس، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : أنا واردكم على الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد، والحسين الآمر،

ــــــــــــ

(١) كمال الدين: ١ / ٢٥٢ ح٢، ورواه في العيون: ١ / ٥٨، ح٢٧، والمختصر: ٩٠، وروى عنهما العوالم: ١٥ / ٤٤، القسم الثالث، وبحار الأنوار: ٣٦ / ٢٤٥.


وعلي بن الحسين الفارض، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور(العين) والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والقائم شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلاّ لمن يشاء ويرضى) (١) .

٣ ـ وروى الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكلرضي‌الله‌عنه قال، حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام ، قال:(قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : حدثني جبرئيل، عن ربّ العزة جلّ جلاله أنه قال: من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي، وأن محمداً عبدي ورسولي، وأنّ علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي. ومن لم يشهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلاّم للعبيد. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب ؟ قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي ـ وستدركه يا جابر ـ فإذا أدركته فأقرئه مني السلام. ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم

ــــــــــــ

(١) الخوارزمي، مقتل الحسين: ١ / ٩٤ ـ ٩٥.


بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عَزَّ وجَلَّ السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها) .(١)

٤ ـ وعن عبد الله بن العباس قال: دخلت على النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول:(اللهم وال من والاهما وعاد من عاداهما) ، ثم قال:(يا بن عباس كأني به وقد خضبت شيبته من دمه، يدعو فلا يجاب ويستنصر فلا ينصر) . قلت: من يفعل ذلك يا رسول الله ؟ قال:شرار أمتي، ما لهم ؟ لا أنالهم الله شفاعتي) . ثم قال:يا بن عباس من زاره عارفاً بحقه، كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ألا ومن زاره فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار الله، وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار، ألا وإن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته والأئمة من ولده) . قلت: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك ؟ قال:(بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل) . قلت: يارسول الله فكم كانوا ؟ قال:(كانوا اثني عشر والأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين، فإذا انقضى الحسين فابنه عليّ، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى فابنه علي فإذا انقضى علي فابنه محمد فإذا انقضى محمد فابنه علي فإذا انقضى علي فابنه الحسن فإذا

ــــــــــــ

(١) كمال الدين: ١ / ٢٥٨.


انقضى الحسن فابنه الحجة) . قال ابن عباس: قلت يارسول الله أسامي لم أسمع بهن قط ! قال لي:(يابن عباس هم الأئمة بعدي وإنهم أمناء معصومون نجباء، أخيار. يابن عباس، من أتى يوم القيامة عارفاً بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة، يابن عباس من أنكرهم أو ردّ واحداً منهم فكأنما قد أنكرني وردني، ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده. يابن عباس سوف يأخذ الناس يميناً وشمالاً، فإذا كان كذلك فاتبع علياً وحزبه فإنه مع الحق والحق معه، ولا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض. يابن عباس، ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله وحربهم حربي وحربي حرب الله وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله) .

ثم قال عليه السلام :( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .(١)

٥ ـ وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم : «ولما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلاّ الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به، ورأيت اثني عشر اسماً مكتوباً بالنور، فيهم علي بن أبي طالب وسبطيّ، وبعدهما تسعة أسماء، علياً علياً علياً ثلاث مرات ومحمد محمد مرتين، وجعفر وموسى والحسن، والحجة يتلألأ من بينهم.

فقلت: يارب أسامي من هؤلاء ؟

فناداني ربي جلَّ جلاله: هم الأوصياء من ذرّيّتك، بهم أثيب وبهم أعاقب».(٢)

٦ ـ وعن سهل بن سعد الأنصاري قال: سُئلت فاطمة بنت

ــــــــــــ

(١) الرازي، علي بن محمد بن علي الخزاز، كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: ١٦.

(٢) بحار الأنوار: ٣٦ / ٣١٠، عن كفاية الأثر: ٢٩٧.


رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم عن الأئمة فقالت:

«كان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم يقول لعلي عليه السلام : ياعلي أنت الإمام والخليفة بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنك علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسم فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى الحسن، فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم يفتح الله تعالى به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق وألسنة الصدق، منصور من نصرهم مخذول من خذلهم» (١) .

٧ ـ وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب ; قال، قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام :

«ياعلي أنا نذير أمتي وأنت هاديها، والحسن قائدها، والحسين سائقها وعلي بن الحسين جامعها، ومحمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبّرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدل مؤمنيها ومحمد بن علي قائمها وسائقها، وعلي بن محمد ساترها وعالمها، والحسن بن علي مناديها ومعطيها، والقائم الخلف ساقيها ومناشدها، إن في ذلك لآيات للمتوسمين ياعبد الله» .(٢)

٨ ـ وعن عائشة أنّها قالت: كان لنا مشربة وكان النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السلام لقيه فيها فلقيه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم مرة فيها وأمرني أن لا يصعد إليه

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٣٦ / ٣٥١، عن كفاية الأثر: ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٢) المناقب: ١ / ٢٩٢.


أحد، فدخل عليه الحسين بن علي عليهما‌ السلام ، فقال جبرئيل:من هذا ؟

فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :ابني ، فأخذه النبي فأجلسه على فخذه، فقال له جبرئيل:أما أنه سيقتل .

فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :ومن سيقتله؟

قال:أمتك تقتله .

قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :تقتله ؟!

قال:نعم، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يُقتل فيها ، وأشار إلى الطفّ بالعراق، وأخذ منه تربة حمراء فأراه إياها.

وقال:هذه من مصرعه . فبكى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم .

فقال له جبرئيل:«يارسول الله، لا تبكِ فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت» ، فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم :حبيبي جبرئيل، ومن قائمنا أهل البيت ؟

قال:هو التاسع من ولد الحسين، كذا أخبرني ربي جلَّ جلاله أنه سيخلق من صلب الحسين ولداً وسماه علياً خاضعاً لله خاشعاً، ثم يخرج من صلب علي ابنه وسماه عنده محمداً قانتاً لله، ثم يخرج من صلبه ابنه وسمّاه عنده جعفراً ناطق عن الله صادق في الله، ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده موسى، واثق بالله محب في الله، ويخرج الله من صلب ابنه وسماه عنده علياً الراضي بالله والداعي إلى الله عَزَّ وجَلَّ ويخرج من صلبه ابنه وسماه عنده محمداً، المرغب في الله والذاب عن حرم الله ويخرج من صلب ابنه وسماه عنده علياً، المكتفي بالله والوليّ لله، ثم يخرج من صلبه ابنه وسماه الحسن، مؤمن بالله مرشد إلى الله، ويخرج من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق، ومظهر الحق حجة الله على بريته، له غيبة طويلة، يظهر الله تعالى به الإسلام وأهله، ويخسف به الكفر وأهله» .(١)

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٣٦ / ٣٤٨، كفاية الأثر: ١٨٧.