أمنْ بعدِ تكفينِ النبيِّ ودفْنِهِ

نعيشُ بآلاءِ ونجنحُ للسلوى

رُزئْنا رَسولَ الله حقّاً فلن نَرى

بِذاك عديلاً ما حيينا من الورى

وكنتَ لنا كالحصنِ منْ دونِ أهلهِ

له معقلٌ حِرْزٌ حريزٌ من العدى

وكنَّا بمرآه نرى النورَ والهدى

صباحَ مساءٍ راح فينا أو اغتدى

لقد غشِيْتَنا ظلمةٌ بعدَ موته

نهاراً وقد زادتْ على ظلمة الدجى

فيا خير من ضُمَّ الجوانحَ والحشَا

ويا خير مَيْتٍ ضمَّهُ التُّرْبُ والثرى

كأنَّ أُمورَ الناسِ بعدَكَ ضُمِّنتْ

سفينةَ موجٍ حينَ في البحرِ قد سما

وضاقَ فضاءُ الأرضِ عنَّا بِرحْبهِ

لفقدِ رسول الله إذْ قيلَ قد مضى

فقد نَزَلَت بالمسلمينَ مُصيبةُ

كصدع الصفالاَشعبَللصدْع في الصفا

فلن يستقلَّ الناسُ ما حلَّ فيهمُ

ولن يُجبَرَ العظمُ الذي منهُم وهَيَ

وفي كل وقتٍ للصلاة يَهيجُها

بلالٌ ويدْعُو باسمه كلَّما دَعا

ويَطلبُ أقوامٌ مواريثَ هالكٍ

وفينا مواريثُ النبوةِ والهُدى




المصدر:
ديوان الإمام علي (ع)