قال الصادق ع‏ العلم أصل كل حال سني و منتهى كل منزلة رفيعة و لذلك قال النبي ص طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة أي علم التقوى و اليقين و قال علي ع اطلبوا العلم و لو بالصين و هو علم معرفة النفس و فيه معرفة الرب عز و جل و قال النبي ص من عرف نفسه فقد عرف ربه ثم عليك من العلم بما لا يصح العمل إلا به و هو الإخلاص قال النبي ص نعوذ بالله من علم لا ينفع و هو العلم‏ الذي يضاد العمل بالإخلاص و اعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثير العمل لأن علم ساعة يلزم صاحبه استعماله طول دهره قال عيسى ابن مريم ع رأيت حجرا عليه مكتوب اقلبني فقلبته فإذا على باطنه مكتوب من لا يعمل بما يعلم مشئوم عليه طلب ما لا يعلم و مردود عليه ما علم أوحى الله تعالى إلى داود ع إن أهون ما أنا صانع بعالم غير عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة باطنة أن أخرج من قلبه حلاوة ذكري و ليس إلى الله سبحانه طريق يسلك إلا بعلم و العلم زين المرء في الدنيا و الآخرة و سائقه إلى الجنة و به يصل إلى رضوان الله تعالى و العالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة و أوراده الزاكية و صدقه و تقواه لا لسانه و مناظرته و معادلته و تصاوله و دعواه و لقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان من كان‏ فيه عقل و نسك و حكمة و حياء و خشية و إنا نرى طالبه اليوم من ليس فيه من ذلك شي‏ء و العالم يحتاج إلى عقل و رفق و شفقة و نصح و حلم و صبر و قناعة و بذل و المتعلم يحتاج إلى رغبة و إرادة و فراغ و نسك و خشية و حفظ و حزم‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة