قال الصادق ع‏ التوبة حبل الله و مدد عنايته و لا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال و كل فرقة من العباد لهم توبة فتوبة الأنبياء من اضطراب السر و توبة الأولياء من تلوين الخطرات و توبة الأصفياء من التنفيس و توبة الخاص من الاشتغال بغير الله تعالى و توبة العام من الذنوب و لكل واحد منهم معرفة و علم في أصل توبته و منتهى أمره و ذلك يطول شرحه هاهنا فأما توبة العام فأن يغسل باطنه من الذنوب بماء الحسرة و الاعتراف بجنايته دائما و اعتقاد الندم على ما مضى و الخوف على ما بقي من‏ عمره و لا يستصغر ذنوبه فيحمله ذلك إلى الكسل و يديم البكاء و الأسف على ما فاته من طاعة الله و يحبس نفسه من الشهوات و يستغيث إلى الله تعالى ليحفظه على وفاء توبته و يعصمه عن العود إلى ما أسلف و يروض نفسه في ميدان الجهد و العبادة و يقضي عن الفوائت من الفرائض و يرد المظالم و يعتزل قرناء السوء و يسهر ليله و يظمأ نهاره و يتفكر دائما في عاقبته و يستعين بالله سائلا منه الاستقامة و سراءه و ضراءه و يثبت عند المحن و البلاء كيلا يسقط عن درجة التوابين فإن في ذلك طهارة من ذنوبه و زيادة في علمه و رفعة في درجاته قال الله عز و جل- فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين‏


المصدر:
كتاب مصباح الشريعة