ثُمَّ ائْتِ الْمِنْبَرَ وَ امْسَحْهُ بِيَدَيْكَ، وَ خُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ، وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ، وَ امْسَحْ بِهِمَا عَيْنَيْكَ وَ وَجْهَكَ، وَ قُلْ عِنْدَهُ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ، وَ تَقُولُ بَعْدَهَا: أشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَقَدَ بِكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ، وَ جَعَلَكَ مُرْتَقَى خَيْرِ الْأَنَامِ، وَ مَصْعَدَ الدَّاعِي إِلَى دَارِ السَّلَامِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَفَضَ بِانْتِصَابِكَ عُلُوَّ الْكُفْرِ، وَ سُمُوَّ الشِّرْكِ، وَ نَكَّسَ بِكَ عَلَمَ الْبَاطِلِ، وَ رَايَةَ الضَّلَالِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تُنْصَبْ إِلَّا لِتَوْحِيدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَمْجِيدِهِ، وَ تَعْظِيمِ اللَّهِ وَ تَحْمِيدِهِ، وَ لِمَوَاعِظِ عِبَادِ اللَّهِ، وَ الدُّعَاءِ إِلَى عَفْوِهِ وَ غُفْرَانِهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اسْتَوْفَيْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، بِارْتِقَائِهِ فِي مَرَاقِيكَ، وَ اسْتِوَائِهِ عَلَيْكَ حَظَّ شَرَفِكَ وَ فَضْلِكَ، وَ نَصِيبَ عِزِّكَ وَ ذُخْرِكَ، وَ نِلْتَ كَمَالَ ذِكْرِكَ، وَ عَظَّمَ اللَّهُ حُرْمَتَكَ، وَ أَوْجَبَ التَّمَسُّحَ بِكَ، فَكَمْ قَدْ وَضَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدَمَهُ عَلَيْكَ، وَ قَامَ لِلنَّاسِ خَطِيباً فَوْقَكَ، وَ وَحَّدَ اللَّهَ وَ حَمَّدَهُ، وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ مَجَّدَهُ، وَ كَمْ بَلَّغَ عَلَيْكَ مِنَ الرِّسَالَةِ، وَ أَدَّى مِنَ الْأَمَانَةِ، وَ تَلَا مِنَ الْقُرْآنِ، وَ قَرَأَ مِنَ الْفُرْقَانِ، وَ أَخْبَرَ مِنَ الْوَحْيِ، وَ بَيَّنَ الْأَمْرَ وَ النَّهْيَ، وَ فَصَّلَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ، وَ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ، وَ حَثَّ الْعِبَادَ عَلَى الْجِهَادِ، وَ أَنْبَأَ عَنْ ثَوَابِهِ فِي الْمَعَادِ المصدر: المزار الكبير