قالَ السَّيِّد ابن طاووس في جمال الاسبُوع : رَوى ابن بابويه مُسنداً عَن الصّقر بن أبي دلف قالَ : لما حمل المتوكّل سَيِّدَنا عليّ بن مُحَمَّد النَّقي إلى سُرّ مَنْ رأى جِئت أسأل عَن خبره ، وكانَ سجيناً عِندَ الزراقي حاجب المتوكّل ، فأدخلت عَلَيه فقال : يا صقر ما شأنك ؟ فقلت : خَير. فقال : اقعد. قال : فأخذنا فيما تقدّم وما تأخّر إلى أن زجر النّاس عَنْه ، ثُمَّ قالَ لي : ما شأنك وفيمَ جئت ؟ قلت : لِخَيرٍ ما ، قالَ : لعلّك جِئت تسأل عَن خَبَر مَولاك ؟ فقلت لَهُ : مَولاي أَمير المُؤمِنين. قال : اسكت مَولاكَ هُوَ الحَقّ لا تحتشمني فانِّي على مذهَبِكَ ، فقلت : الحَمد لله. فقال أَتُحِبُّ أَن تراه ؟ قُلت : نَعَم. قال : اِجلس حَتَّى يخرج صاحِب البريد من عِندِه ، قالَ : فَجَلَسْت فَلَمّا خَرَج قالَ لغُلام لَهُ : خذ بيد الصَّقر وأَدْخلهُ إلى الحُجرة ، وأومأ إلى بَيْت فَدَخلت فإذا هُوَ جالِس على صَدر حصير وَبحذائِه قَبر مَحفُور. وَقالَ فسلمت عَلَيهِ فَرَدَّ عليّ ، ثُمَّ أَمَرَني بِالجُلوس ، ثُمَّ قالَ لي : يا صقر ، ما أتى بِكَ ؟ قُلْت جِئْتُ أتعرَّف خَبَرك. قالَ : ثُمَّ نَظَرت إلى القَبْر فبَكَيت ، فَنَظَر إليّ فقال : يا صقر لا عَلَيكَ لَنْ يَصلُوا إِلينا بِسُوءٍ. فقلت : الحَمد للهُ ، ثُمَّ قلت : يا سَيِّدي حديث يروى عَن النَبِّي صلّى الله عليه وآله لا أَعرف مَعناهُ. قالَ : وَما هُوَ ؟ قُلت : قوله لا تعادُوا الاَيَّام فتُعاديكُم ما مَعناهُ ؟ فَقال : نَعَم ، الاَيَّام نَحنُ ماقامَتِ السَّماوات وَالاَرض ، فَالسَّبْتُ اسْم رَسول الله صلّى الله عليه وآله ، والاَحَّد أَميرالمُؤمِنينَ عليه السلام ، والاثنانُ الحَسَنِ والحُسَين عليهما السلام ، والثَّلاثاء عَلِيّ بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِي وجَعفَر بن مُحَمَّد عليهم السلام ، والاَربِعاء مُوسى بن جَعفَر وعَلِي بن مُوسى ومُحَمَّد بن عَلِي وانا ، والخَميس ابني الحَسَنِ عليهم السلام ، والجُمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحَقّ. فهذا معنى الاَيَّام فلا تُعادوهم في الدُّنيا فيُعادوكُم في الآخرة. ثُمَّ قالَ : وَدِّعْ واخرُج