و مما جرت العادة بفعله في أثناء هذا الوقت أعني ما بين طلوع الشمس و الزوال الأكل و الشرب فلنذكر نبذة من آدابهما و أدعيتهما المروية عن أصحاب العصمة ع فنقول‏
إِذَا أَرَدْتَ الْأَكْلَ فَاجْلِسْ عَلَى يَسَارِكَ وَ لَا تَجْلِسْ مُرَبَّعاً «1» [مُتَرَبِّعاً] فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ يُبْغِضُهَا «2» اللَّهُ تَعَالَى وَ يَمْقُتُ صَاحِبَهَا- كَمَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏
و إذا مددت يدك إلى الأكل فقل بسم الله‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏
فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْعَمَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏-غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ اللُّقْمَةُ إِلَى فِيه‏
. وَ رُوِيَ‏ اسْتِحْبَابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ‏
. وَ رُوِيَ أَيْضاً اسْتِحْبَابُهَا عَلَى كُلِّ إِنَاءٍ عَلَى الْمَائِدَةِ وَ إِنِ اتَّحَدَتْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ‏
وَ مَنْ نَسِيَ التَّسْمِيَةَ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ عَلَى أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ‏

-وَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ عِنْدَ الشُّرُوعِ فِي الْأَكْلِ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‏ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ‏ وَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ‏ وَ يَسْتَغْنِي وَ يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا رَزَقْتَنَا مِنْ طَعَامٍ وَ إِدَامٍ فِي يُسْرٍ وَ عَافِيَةٍ مِنْ غَيْرِ كَدٍّ مِنَّا وَ لَا مَشَقَّةٍ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ‏ شَيْ‏ءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ اللَّهُمَّ أَسْعِدْنِي فِي مَطْعَمِي هَذَا بِخَيْرِهِ-وَ أَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ وَ أَمْتِعْنِي بِنَفْعِهِ وَ سَلِّمْنِي مِنْ ضَرِّه‏

-و ينبغي أن يكون أول ما تأكله كل يوم إحدى و عشرين زبيبة حمراء-
فَعَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ‏ مَنْ أَكَلَ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى الرِّيقِ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ زَبِيبَةً حَمْرَاءَ لَمْ يَعْتَلَّ إِلَّا عِلَّةَ الْمَوْتِ‏
.
-و اغسل يديك معا قبل الطعام و بعده و إن كان أكلك بيد واحدة

-وَ قُلْ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْأَكْلِ مَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع
‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا فِي جَائِعِينَ وَ سَقَانَا فِي ظَامِئِينَ‏ «2» [ظَمْآنِينَ‏] وَ كَسَانَا فِي عَارِينَ وَ هَدَانَا فِي ضَالِّينَ وَ حَمَلَنَا فِي رَاجِلِينَ وَ آوَانَا فِي ضَاحِينَ وَ أَخْدَمَنَا فِي عَانِينَ وَ فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْعَالَمِين‏

و أما آداب شرب الماء:
-فَإِنَّهُ يَقُولُ عِنْدَ شُرْبِهِ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْزِلِ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ وَ مُصَرِّفِ الْأَمْرِ كَيْفَ يَشَاءُ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ.

-وَ يَقُولُ بَعْدَ شُرْبِهِ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي مَاءً عَذْباً وَ لَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحاً أُجَاجاً بِذُنُوبِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي فَأَرْوَانِي وَ أَعْطَانِي فَأَرْضَانِي وَ كَافَانِي‏
وَ عَافَانِي وَ كَفَانِي اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَسْقِيهِ فِي الْمَعَادِ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ تُسْعِدُهُ بِمُرَافَقَتِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‏

-و لا تكثر شرب الماء

فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع‏ إِيَّاكَ وَ الْإِكْثَارَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ فَإِنَّهُ‏ مَادَّةُ كُلِّ دَاءٍ

وَ رُوِيَ‏ أَنَّ مَنْ شَرِبَ الْمَاءَ فَذَكَرَ عَطَشَ الْحُسَيْنِ ع وَ لَعَنَ قَاتِلَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ حَطَّ عَنْهُ مِائَةَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ كَأَنَّمَا أَعْتَقَ مِائَةَ أَلْفِ نَسَمَة