ولمّا شاع ذكر الإمام عليه السلام وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد، ضاق الرشيد من ذلك ذرعاً، وخاف منه فاعتقله ثانية فأودعه في بيت الفضل بن يحيى. ولما رأى الفضل عبادة الإمام عليه السلام وإقباله على الله وانشغاله بذكره أكبر الإمام، ولم يضيّق عليه وكان في كل يوم يبعث إليه بمائدة فاخرة من الطعام، وقد رأى عليه السلام من السعة في سجن الفضل ما لم يرها في بقية السجون.

ولمّا أوعز الرشيد للفضل باغتيال الإمام عليه السلام امتنع ولم يجبه إلى ذلك وخاف من الله لأنه كان ممّن يذهب إلى الإمامة ويدين بها، وهذا هو الذي سبب تنكيل الرشيد بالفضل واتهام البرامكة بالتشيع(٣) .

ــــــــــــ

(١) عيون أخبار الرضا: ١/٩٤ ح ١٣ وراجع المناقب: ٤ / ٣٣٠.

(٢) عيون أخبار الرضا: ١ / ٩٣ ح١٣ ، وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ٢١٩ ح ٢٠.

(٣) راجع مقاتل الطالبيين: ٥٠٣ ـ ٥٠٤.