ولمّا طالت مدة الحبس على الإمام عليه السلام وهو رهين السجون، قام في غلس الليل البهيم فجدّد طهوره وصلَّى لربه أربع ركعات وأخذ يدعو بهذا الدعاء:

(يا سيدي: نجّني من حبس هارون، وخلّصني من يده، يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم، ويا مخلّص الروح من بيت الأحشاء والأمعاء، خلصني من يد هارون).

ــــــــــــ

(١) عيون أخبار الرضا: ١ / ٩٥ ، وعنه في بحار الأنوار: ٤٨ / ٢٢٠.


واستجاب الله دعاء العبد الصالح فأنقذه من سجن الطاغية هارون وأطلقه في غلس الليل(١) .

لقد مكث الإمام عليه السلام في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعيّنها لنا التأريخ. وبقي عليه السلام بعد إطلاق سراحه في بغداد لم يخرج منها إلى يثرب وكان يدخل على الرشيد في كل أسبوع مرة يوم الخميس(٢) .