ونصّ الإمام أبو جعفر عليه السلام على الإمام من بعده قبيل استشهاده فعيّن الإمام الصادق عليه السلام مفخرة هذه الدنيا، ورائد الفكر والعلم في الإسلام، وجعله مرجعاً عاماً للأمة من بعده، وأوصى شيعته بلزوم اتباعه وطاعته.

وكان الإمام أبو جعفر عليه السلام يشيد بولده الإمام الصادق عليه السلام بشكل مستمر ويشير إلى إمامته، فقد روى أبو الصباح الكناني، أنّ أبا جعفر نظر إلى أبي عبد الله يمشي، فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عَزَّ وجَلَّ: ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(٢) .

كل هذه الأمور بل وبعضها كان يكفي أن يكون وراء اغتياله عليه السلام على أيدي زمرة جاهلية، افتقرت إلى أبسط الصفات الإنسانية، وحرمت من أبسط المؤهلات القيادية.

ــــــــــــــ

(١) راجع بحار الأنوار: ٤٦/٣٠٩ ـ ٣١١.

(٢) أصول الكافي: ١/٣٠٦.