أ ـ العلاقة بين القيادة والطليعة: القيادة تتمثل في الإمام المعصوم عليه السلام الذي يشرف على بناء وتوجيه الجماعة الصالحة، وتنظيم شؤونها المختلفة، وهو المرجع في إصدار الأوامر واتخاذ الخطط والقرارات.

وبما أن الجماعة الصالحة لها امتداد في جميع البلدان والأمصار، لذا فإنّ العلاقة بين أفرادها وبين الإمام عليه السلام تكون عن طريق الطليعة الواعية المخلصة والتي تتمثل بالوكلاء، وهم المقربون من الإمام عليه السلام والمختصون به، وهم بدورهم يشرفون على باقي أفراد الجماعة.

وقد كان الإمام عليه السلام يخصص كثيراً من وقته لتوجيه الطليعة وإرشادها عن طريق اللقاءات المباشرة اليومية، واللقاءات الدورية، وعن طريق المراسلات .


ب ـ العلاقة بين القيادة والقاعدة: كانت للإمام عليه السلام علاقات مباشرة وغير مباشرة مع قواعده في المدينة، وفي مختلف الأمصار، وكان أهل المدينة وغيرهم يلتقون به ويزورونه، وكان يقوم عليه السلام بزيارتهم والالتقاء بهم، أما المقيمون في بلدان أُخرى فكانوا يلتقون به في موسم الحج وغيره، وكان عليه السلام يراسل بعضهم، لتدوم العلاقة بينه وبينهم، وقد رسم لهم منهاجاً في العلاقات، وجعل عليهم أن يزوروه، حين قال عليه السلام : (إنّما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار، فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم)(١) .

وقال أيضاً: (تمام الحج لقاء الإمام)(٢) .

وكانت العلاقة مستمرة بين الإمام عليه السلام والقاعدة عن طريق الطليعة ( الوكلاء )، وعن طريق المراسلة.

ج ـ العلاقة بين الأفراد: حث الإمام عليه السلام على إدامة العلاقة بين أفراد الجماعة الصالحة، وقال: (تزاوروا في بيوتكم، فإن ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيى أمرنا)(٣) .

ونهى عليه السلام عن المقاطعة والهجران فقال:(ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلاّ وبرئت منهما في الثالثة) ، فقيل له: يا ابن رسول الله هذا حال الظالم، فما بال المظلوم ؟ فقال عليه السلام :(ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم؟ فيقول: أنا الظالم حتى يصطلحا) (٤) .

ــــــــــــــ

(١) الكافي: ٤ / ٥٤٩.

(٢) المصدر السابق.

(٣) الخصال: ١ / ٢٢.

(٤) المصدر السابق: ١ / ١٨٣ .