من الحقائق المشهورة عند المسلمين أنّ علياً عليه السلام أعلم الصحابة بكتاب الله وسنة رسوله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، وهو باب علم الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، وقد علّم أبناءه ما تعلّمه من رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وكانوا يتوارثون العلم فيما بينهم، من هنا كان أهل البيت عليهم السلام أعلم الناس بالقرآن والسنّة، ولهذا أكّد الإمام الباقر عليه السلام على مرجعية أهل البيت عليهم السلام العلمية، وبيّن أن علمهم موروث منذ آدم إلى يومه هذا، فقال:(إن العلم الذي نزل مع آدم عليه السلام لم يرفع، والعلم يتوارث، وكان عليّ عليه السلام عالم هذه الأمة، وانه لم يهلك منّا عالم قط إلاّ خلفه من أهله من علم مثل علمه، أو ما شاء الله) (٢) .

وبيّن اختصاص أهل البيت عليهم السلام بعلم القرآن ظاهره وباطنه فقال:(ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء) (٣) .

كما بيّن أنّ علمهم عليهم السلام علم صائب، فقال:(ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حقّ إلاّ ما خرج منّا أهل البيت) (٤) .

وقد أثبت الواقع أهليّتهم عليهم السلام للمرجعية العلمية العامّة للمسلمين جميعاً، فكانوا مقصد العلماء من جميع أمصار العالم الإسلامي.

وكان عليه السلام يحث الجماعة الصالحة على الرجوع لأهل البيت الأطهار

ــــــــــــــ

(١) الكافي: ١ / ٤٣.

(٢) المصدر السابق: ١ / ٢٢٢.

(٣) المصدر السابق: ١ / ٢٢٨.

(٤) المصدر السابق: ١ / ٣٩٩ .


تجسيداً لهذه المرجعية وتحصيناً لهم من الزيغ والانحراف(١) .

وكان أيضاً يرشد أصحابه إلى مراجعة العلماء الذين أخذوا العلم من أهل البيت عليهم السلام واتقنوا فنونه وأسسه وقواعده(٢) .