حينما يعتاد الإنسان على السلوك الجاهلي فإنه سيأنس به، ويألفه حتى يصبح وكأنه جزء من كيانه، ترضاه نفسه، ويقبله قلبه، ولهذا فهو بحاجة إلى كسر هذه الألفة وهذا الأُنس إن أراد أن يزكّي نفسه ويسمو بها إلى مشارف الكمال، ولذا أكّد الإمام عليه السلام على بعض الخطوات التي تكسر هذه الألفة، فقال:(إن الله يبغض الفاحش المتفحّش) (٢) .

وزرع في النفس كراهية الطمع والرغبات المذلة، فقال:(بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذله) (٣) .

ومن أجل زرع الكراهية للشر روى عن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قوله:(ألا إن شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرّهم، ألا وإنّ من أكرمه النّاس اتقاء شرّه فليس منّي) (٤) .

وقال عليه السلام :(... إنّ أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يَعمى عليه من نفسه، وأن يأمر للناس بما لا يستطيع التحوّل عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه) (٥) .

فإذا كسرت الألفة بين الإنسان وسلوكه الجاهلي فإنّه سيقلع عنه، ويكون مهيّئاً لتقبل السلوك الإسلامي.

ــــــــــــــ

(١) تحف العقول: ٢١٧.

(٢) الكافي: ٢ / ٢٤٥.

(٣) وسائل الشيعة: ١٦ / ٢٤.

(٤) الخصال: ١ / ١٥.

(٥) مختصر تاريخ دمشق: ٢٣ / ٨٦ .