إن منهج أهل البيت عليهم السلام يهدف إلى علاج النفوس البشرية، واستجاشة عناصر الخير فيها، وإلى مطاردة عوامل الشر والضعف والغفلة. والطبيعة البشرية قد تستقيم مرة وتنحرف مرة أُخرى، ولهذا فإنّ العودة إلى الاستقامة تقتضي محاسبة النفس باستمرار، والإقرار بالأخطاء، ثم التوبة، والعزم على عدم العود، ولذا أكّد الإمام عليه السلام على هذه المقومات، وبدأ بالإقرار بالذنب كمقدمة للنجاة منه، فقال عليه السلام :(والله ما ينجو من الذنب إلاّ من أقرّ به) (٢) . وقال عليه السلام :(كفى بالندم توبة) (٣) .

والإقرار يتبعه الغفران بعد طلبه من الله تعالى، قال عليه السلام :(لقد غفر الله لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال: اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا، وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت، فغفر له) (٤) .

والتوبة تمحي الذنب فيعود الإنسان من خلالها إلى الاستقامة ثانية، قال عليه السلام :(التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ) (٥) .

ــــــــــــــ

(١) المحاسن: ٢٦٣.

(٢) الكافي: ٢ / ٣١١.

(٣) وسائل الشيعة: ١٦ / ٥٩.

(٤) المصدر السابق: ١٦ / ٦٠.

(٥) الكافي: ٢ / ٣١٦ .