دعا عليه السلام إلى مقاطعة الحكم الجائر ونهى عن إسناده بأي شكل من أشكال المساندة وإن كانت لا تتعلق بسياستهم، فقال عليه السلام ـ في معرض جوابه عن العمل معهم ـ:(ولا مدة قلم، إنّ أحدهم لا يصيب من دنياهم شيئاً إلاّ أصابوا من دينه مثله) (١) .

ووضّح أساسيات التعامل مع الحكام الجائرين والفاسقين بقوله:(لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله) (٢) .

وأكد عليه السلام على أن تكون العلاقة معهم علاقة التوجيه والإرشاد، والقيام بأداء مسؤولية الوعظ فقال:(من مشى إلى سلطان جائر، فأمره بتقوى الله، وخوّفه ووعظه كان له مثل أجر الثقلين من الجن والإنس، ومثل أعمالهم) (٣) .

واستثنى عليه السلام المواقف التي تتخذ من أجل مصلحة الإسلام الكبرى، فجوّز إسنادهم بالسلاح إن كان القتال مع أعداء الإسلام، لأنهم يدفعون بالسلاح العدو المشترك، قال عليه السلام لمن كان يحمل إليهم السلاح:(احمل إليهم، فإنّ الله يدفع بهم عدوّنا وعدوّكم ـ يعني الروم ـ وبعهم، فإذا كانت الحرب بيننا فلا تحملوا) (٤) .

وقال عليه السلام في حق حكّام الجور:(إن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحقّ، قد ضلّوا بأعمالهم التي يعملونها) (٥) .

ــــــــــــــ

(١) الكافي: ٥ / ١٠٧.

(٢) بحار الأنوار: ٢ / ١٢٢.

(٣) بحار الأنوار: ٧٢ / ٣٧٥.

(٤) الكافي: ٥ / ١١٢، كتاب المعيشة، باب بيع السلاح منهم.

(٥) المحاسن: ٩٣.