استولى هشام بن عبد الملك على الحكم في اليوم الذي هلك فيه أخوه يزيد لخمس بقين من شوال وهو المعروف بأحول بني أمية وكان حقوداً على ذوي الأحساب العريقة، ومبغضاً لكل شريف.

ومن مظاهر بخله انه كان يقول: ضع الدرهم على الدرهم يكون مالاً(٢) وقد جمع من المال ما لم يجمعه خليفة قبله(٣) .

وقال: ما ندمت على شيء ندامتي على ما أهب، إن الخلافة تحتاج إلى الأموال كاحتياج المريض إلى الدواء(٤) .

ودخل إلى بستان له فيها فاكهة فجعل أصحابه يأكلون من ثمرها، فأوعز إلى غلامه بقلع الأشجار وزراعة الزيتون لئلا يأكل منه أحد(٥) .

ووصفه اليعقوبي بأنه بخيل فظ ظلوم شديد القسوة، وهو الذي قتل زيد بن علي، وتعرض الإمام أبو جعفر عليه السلام في عهده إلى ضروب من المحن والآلام والتي كان من بينها ما يلي:

ــــــــــــــ

(١) الكامل في التاريخ: ٥/١٢١.

(٢) البخلاء: ١٥٠.

(٣) أخبار الدول: ٢/٢٠٠.

(٤) انساب الأشراف: ٨/٣٩٩ طبعة دار الفكر المحققة ١٤١٧ هـ.

(٥) البخلاء: ١٥٠.