أوعز عبد الملك إلى عامله على يثرب باعتقال الإمام محمّد الباقر عليه السلام وإرساله إليه مخفوراً، وتردد عامله في إجابته ورأى أن من الحكمة إغلاق ما أمر به فأجابه بما يلي:

(ليس كتابي هذا خلافاً عليك، ولا ردّاً لأمرك، ولكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة وشفقة عليك، فان الرجل الذي أردته ليس على وجه الأرض اليوم أعف منه، ولا أزهد، ولا أورع منه، وأنه ليقرأ في محرابه فيجتمع الطير والسباع إليه تعجباً لصوته، وإن قراءته لتشبه مزامير آل داود، وإنه لمن أعلم الناس، وأرأف الناس، وأشد الناس اجتهاداً وعبادة، فكرهت لأمير المؤمنين التعرض له، فان الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم...).

ــــــــــــــ

(١) حياة الحيوان للدميري: ١/١٧٠.

(٢) معجم البلدان: ٥/٣٤٩.

(٣) تهذيب التهذيب: ٢/٢١٢.


إن هذه الرسالة لما وافت عبد الملك عدل عن رأيه في اعتقال الإمام عليه السلام ورأى أن الصواب فيما قاله عامله(١) .