ظلّ مسلم بن عقيل يجمع القواعد الشعبية ويأخذ البيعة للإمام عليه السلام وتوالت الوفود تقدم ولاءها، و الجماهير تعلن عن استبشارها. وقد لاحظنا كيف أنّ الناس كانوا يبكون وهم يسمعون مسلماً يقرأ عليهم رسالة الإمام الحسين عليه السلام التي فيها يحيّيهم، ويعلن استعداده للقدوم إليهم وقيادة الثورة على الحكم الطاغي.

وبعد أن لاحظ مسلم كثرة الأنصار; بادر بالكتابة إلى الإمام عليه السلام ناقلا إليه صورةً حيّة للأحداث والوقائع التي تجري أمام عينيه في الكوفة، وقيّم له

____________________

(1) الإرشاد: 2 / 41، وإعلام الورى: 1 / 437.

(2) الإصابة: 1 / 332.

(3) تهذيب التهذيب: 2 / 349.

(4) الإرشاد: 2 / 41، ومناقب آل أبي طالب: 4 / 90، وتذكرة الخواص: 220.


الموقف وأعرب عن تفاؤلهِ وسأله القدوم.

وقد جاء في رسالة مسلم للإمام عليه السلام : (أَمّا بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشَر ألفاً، فعجّل حين يأتيك كتابي، فإنّ الناس كلَّهُم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوىً)(1) .