لقد أكّد المؤرّخون أنّ الإمام الحسين عليه السلام أرسل مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبد الله السلولي وعبد الله وعبد الرحمن ابني شدّاد الأرحبي إلى الكوفة، بعد أنْ أمره (بالتقوى وكتمانِ أمرِه واللطف بالناس، فإنْ رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجّلَ إليه بذلك)(2) .

وفي النصف من شهر رمضان انطلق مسلم من مكة نحو الكوفة، فعرّج

____________________

(1) الإرشاد: 2/39، وإعلام الورى: 1 / 436، والفتوح لابن أعثم: 5 / 35، ومقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 195.

(2) الفتوح: 5 / 36، ومقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 196.


على المدينة فصلّى في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وودّع مَنْ أحَبَّ من أهله وواصل مسيره إلى الكوفة.

وتعدّدت أقوال المؤرّخين بشأن المكان الذي نزل فيه مسلم بن عقيل بعد أنْ وصل إلى الكوفة، فثمّة مَنْ قال: إنّه نزل في دار المختار بن أبي عبيدة(1) ، وقيل: نزل في بيت مسلم بن عوسجة(2) ، وقيل: في بيت هاني بن عروة(3) .

وعندما علم الكوفيّون بوصول مبعوث الحسين عليه السلام إلى مدينتهم; ازدحموا للقائه و بيعته، وحسب قول بعض المؤرّخين فقد أقبلت الشيعة تختلف إليه، فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام وهم يبكون وبايعه الناس، حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً(4) .