إنّ عقيدة سامية ورسالة خاتمة لكل الرسالات كرسالة الإسلام لا يمكن أن يتركها قائدها الكبير ومبلّغها العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو النبيّ المعصوم والمسدّد من السماء دون تخطيط وعناية ودون قيّم يرعى شؤونها وأحوالها، يخلص لها في قوله وعمله، ويوجّهها نحو هدفها المنشود مستعيناً بدرايته وبعلمه الشامل

____________________

(1) تأريخ اليعقوبي: 2 / 206.

(2) تأريخ الطبري: 8 / 288، والأغاني: 4 / 120.

(3) نهج البلاغة: 3 / 595 و 4 / 61 و و 11 / 44.


بأحكامها، ويفتديها بكلّ غال ونفيس من أجل أن تحيى و تبقى كلمة الله هي العليا. والمتتبّع لسيرة الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم) يلمس بوضوح ترابط الأدوار التي قام بها المعصومون من آل النبي وتكاملها، وهم مستسلمون لأمر الله ورسوله غاية التسليم.

وقد أدلى الإمام الحسين عليه السلام بذلك حينما أشار المشفقون عليه بعدم الخروج إلى العراق، فقال عليه السلام : (أمرني رسول الله بأمر وأنا ماض له)(1) .

كما أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد أخبر بمقتل الإمام الحسين عليه السلام بأيدي الظلمة الفاسقين حين ولادته حتى بات ذلك من الأمور المتيقّنة لدى المسلمين(2) .