قاتل الإمام الحسين عليه السلام في معركة صفّين كما قاتل في معركة الجمل، مع أنّ بعض الروايات أفادت بأنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يمنع الحسنين عليهما‌ السلام من النزول إلى ساحة القتال خشية أن ينقطع نسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ; إذ كان عليه السلام يقول: إملكوا عنّي هذا الغلام لا يَهُدَّني، فإنّني أنفسُ بهذين - يعني الحسن والحسين عليهما‌ السلام - على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (2) .

وجاء في نصوص أخرى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يبعث ابنه محمّد ابن الحنفية إلى ساحات القتال مرّات عديدة دون أن يسمح للحسنين عليهما‌ السلام بذلك، وقد سئل ابن الحنفية عن سرّ ذلك فأجاب: (إنّهما عيناه وأنا يمينه فهو يدفع عن عينه بيمينه)(3) . ويعكس هذا الجواب مدى ما كان يحظى به

____________________

(1) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: 1 / 284.

(2) نهج البلاغة: من كلام له عليه السلام في بعض أيام صفّين، وقد رأى ابنه الحسن يتسرّع إلى الحرب. باب خطب أمير المؤمنين: 207.

(3) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: 1 / 118.


الحسنان عند الإمام علي عليه السلام .

وتفيد الأخبار بأنّ الإمام الحسين عليه السلام ظلّ مع أبيه بعد صفّين أيضاً في جميع الأحداث مثل قضية التحكيم ومعركة النهروان.

ومعلوم أنّ الأحداث التي عايشها الإمام الحسين مع أبيه عليهما‌ السلام كانت مأساوية ومرّة جدّاً، وقد بلغت المأساة ذروتها عندما تآمر الخوارج على قتل أسمى نموذج للإنسان الكامل - بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - أي عندما ضرب المجرم عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي إمامه أمير المؤمنين عليه السلام على رأسه بالسيف وهو في محراب العبادة.